معين نظيره
الإنسان الغالي
خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، مما يجعل الإنسان يحمل قيمة عالية وجوهرًا مميزًا. القيمة الحقيقية للإنسان ليست في مظهره الخارجي أو ممتلكاته المادية، بل في الروح التي وضعها الله داخله، وفي الأدوار العظيمة التي وضعها له في خطته الأزلية.
عندما خلق الله الإنسان، جعله على صورته ومثاله. هذا يعكس قيمة كبيرة للإنسان، لأنه يحمل في داخله نفحة من الروح الإلهية. يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين: "فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَه." (تكوين 1: 27).
هذه الآية تذكرنا بأن كل إنسان يحمل جزءًا صورة الله، مما يمنحه قيمة لا تقدر بثمن. الإنسان ليس مجرد كائن حي على الأرض، بل هو مخلوق يحمل في داخله صورة من الله.
والله يعلم كل شيء عن الإنسان، من أفكاره ونواياه إلى أعمق رغبات قلبه. هذا يوضح أن جوهر الإنسان مهم جدًا في نظر الله. في سفر صموئيل الأول، يقول الرب: "لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ" (1 صموئيل 16: 7).
هذا يعني أن قيمة الإنسان لا تقاس بمظهره الخارجي أو بما يمتلكه، بل بما يكمن في قلبه وروحه. الله يعرفنا بشكل عميق وشامل، وهو يهتم بجوهرنا أكثر من أي شيء آخر.
أكبر دليل على قيمة الإنسان هو أن الله أرسل ابنه الوحيد، يسوع المسيح، ليفدي البشرية. يقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونَ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16).
هذه الآية تبرز أن الله يعتبر الإنسان غاليًا جدًا لدرجة التضحية واكمال الفداء من أجله. الفداء الذي قدمه الله يظهر أن قيمة الإنسان لا تقاس بأي معيار دنيوي، بل بالمحبة الإلهية التي لا حدود لها.
الله يمنح الإنسان كرامة ومكانة عالية. في مزمور 8، يقول داود: "فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ." (مزمور 8: 4-5). هذه الآيات تبرز أن الإنسان مكرم في عيني الله، وهو يحمل مكانة خاصة بين جميع المخلوقات. الكرامة التي يمنحها الله للإنسان تجعله يتمتع بقدرات وإمكانيات فريدة تمكنه من القيام بأدوار مهمة في العالم.
الله وضع لكل إنسان خطة ودورًا في خطته العظمى لنا كأبناء له. الله لديه خطة لكل إنسان، وهذه الخطة مليئة بالسلام والرجاء. الأدوار التي وضعها الله لنا تعكس قيمة الإنسان وجوهره، وتبرز أهميته في تحقيق مشيئة الله على الأرض.
الإنسان له قيمة وجوهر عظيمين في نظر الله. خلقه على صورته، ومعرفته لجوهره، والفداء الذي قدمه له، والكرامة التي يمنحها له، والدور الذي وضعه له في خطته، كلها عوامل تؤكد أن الإنسان ليس مجرد كائن عابر في هذا العالم، بل هو مخلوق يحمل في داخله جوهرًا إلهيًا وقيمة لا تقدر بثمن. علينا أن ندرك هذه الحقيقة ونسعى للعيش وفقًا للكرامة والقيمة التي منحنا إياها الله.
للمتابعة على قناة التليجرام: @PAULAWAGIH