رئيس التحرير
عصام كامل

متى تختفي الفوضى من المشهد الإعلامي؟!

أرجو ألا تكتفي شركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنهاء برنامج أحمد شوبير وأن تمضى في تمحيص المشهد الإعلامي كله، لتبقى على البرامج الهادفة وتوقف ما عداها من برامج تضر أكثر مما تنفع.. نرجو أن تمضى في إصلاح وتطهير الشاشات من وجوه مرفوضة.. 

 

وأرجو لو أقدمت على خطوة مهمة بإجراء استطلاع رأي موضوعى يقيس بطريقة علمية مدى اهتمام الناس بتلك البرامج أو انصرافهم عنها وما أسباب ذلك إذا أردنا قياس الرأي العام الحقيقي، ومعرفة آراء الجمهور ومواقفه من مختلف البرامج، وإلى أي مدى يتجاوبون مع هذا المذيع أو ذاك، ومدي ثقتهم فيه وفي مصداقيته..

 

هكذا تفعل الأمم الحية إذا أرادت إجراء تقييم موضوعى لأي ملف مهم يختص بأمنها القومي.. وهنا لابد من اختيار عينات الاستطلاع بعناية وتجرد وعبر اتباع الأسس العلمية إن أردنا الوصول للحقائق بلا تلوين ولا رتوش.. فمثل ذلك هو الطريق الأمثل لاستعادة البوصلة والتأثير والمصداقية!


مثل هذا الاستطلاع يمكنه أن يساعد كثيرًا في تنقية الشاشات مما علاها من وجوه باتت عبئًا على الحكومة نفسها، ويمكن إذا صدقت النتائج أن ينقذ هذا الإعلام من تغول أصحاب الصوت الزاعق والشتامين وغير المؤهلين وغير المقبولين شعبيًا على مساحات البث.. 

ومن تغول وجوه أضرت أكثر مما نفعت فلا أقبل الناس عليها ولا أسهمت في صون الرأي العام وتحصينه ضد رياح الشائعات والمعلومات المضللة، بل جاءت بنتائج عكسية جعلت المشاهد ينصرف عن قنواتنا إلى غيرها من القنوات التي لا تبنى الوعي بل تزيد البلبلة وتفتح المجال للتشكيك في أي شيء وكل شيء.


خطايا الإعلام كثيرة، وآفاته عظيمة، وهو ما يجعل الرأي العام في محنة حقيقية، فالمصداقية ولا أقول الريادة الإعلامية باتت على المحك، فالإعلام الرياضى مثلًا يكرس بعضه للتعصب والمجاملات والشللية وتصفية الحسابات وفق بوصلة المصالح الشخصية.


وحين يعلن مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية بالإجماع، وقف برنامج شوبير، وإنهاء التعاقد معه فورًا، بعد الجدل حول وفاة أحمد رفعت لاعب فريق مودرن فيوتشر، ذلك أن مخالفة القواعد المهنية وسياسات المحتوى الخاصة بالشركة أمر غير مقبول، بحسب بيان الشركة التي قالت إنها تضع احترام الرأي العام المصري في مقدمة أولوياتها.


الأخطر ما قاله البيان بأن الفوضى في قطاع الإعلام الرياضي تستلزم مواجهة حاسمة، حرصًا على حق المواطن المصري في إعلام رياضي يحترم الحقيقة ويتوخى الصدق، بحسب البيان.
والسؤال: هل كنا ننتظر أن يموت أحمد رفعت حتى نكتشف أن بعض إعلامنا الرياضى تشوبه الفوضى؟

 
يا سادة.. نحن في حاجة لوجوه إعلامية مهنية مؤهلة تحترم الجمهور ولا تدير البرامج بمزاجها وتقول ما يخطر على بالها دون مراعاة لمشاعر المشاهد ودون احترام لعقله!


أظن أن إعلامنا كله في حاجة للفلترة وإعادة النظر فيمن يظهرون على الشاشات وفيما يقدمه هذا الإعلام من رسائل لا يخفى أثرها على أحد.. فهل يبادر من يهمه الأمر بعمل استطلاع لرأي الشارع في الإعلام كله.. والرياضي بوجه أخص؟!

 


أرجو أن يكون بيان المتحدة بداية حقيقية للإصلاح والتطهير والتطوير.. وفي النهاية لا يقنع إلا المقنع.. والسوشيال ميديا شئنا أو أبينا بات إعلامًا موازيًا ربما أقوى تأثيرًا وأشد خطرًا في ظل تأخر الإعلام وتراجع تأثيرها وكثرة قيوده واثقاله وآفاته.

الجريدة الرسمية