رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة الحياة

عيش في النور

جهاد ضد الخطية

إنَّ الحياة مليئة بالتحديات والمواجهات اليومية التي تختبر إيماننا وصلابتنا. نجد أنفسنا في صراع دائم بين الخير والشر، بين النور والظلمة، وبين الطهارة والخطية، وبين كل تلك التضادات تكمن اختياراتنا، أي الطرق سنسلك؟، وأي نهاية نتمناها لحيواتنا.

 

لقد قال الأنبا موسى القوي في رحلة الجهاد: "أفضل لنا أن نموت في الجهاد، من أن نحيا في السقوط"، وهي مقولة تحمل في طياتها حكمة عظيمة ودرسًا عميقًا يجب أن نتأمل فيه بجدية ومبدأ إذ قررنا أن نحيا به نكون إخترنا الحياة مع الله وفزنا بنعمته التي تعضدنا لنقاوم الشر.

الكتاب المقدس

لقد تناول الكتاب المقدس هذا الموضوع بوضوح. ففي رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، يقول: "لأنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." (رومية 6: 23). وهذه الآية تذكير هام وجرس إنذار لنا، فهي تذكرنا بعاقبة الخطية وتحثنا على التمسك بالحياة الأبدية التي يمنحها الله.

 

وفي رسالة يعقوب الرسول، نقرأ: "فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ." (يعقوب 4: 7). الجهاد ضد الخطية يتطلب منا الخضوع لله ومقاومة الشر، وعندما نفعل ذلك، يكون الله معنا ويمنحنا القوة للنصر، لأننا وقتها نعلم أن الأمور لا تسير بفعل قوتنا، ولكن بفضل نعمة قوة الله التي تكمل كل ضعف فينا، ولا تدعنا نخزى ونسقط عندما نتعلق بها، بل ينجينا ويرفعنا حسب وعده.

قصة

في إحدى القرى الصغيرة، كان هناك رجل يُدعى عم جاد. كان عم جاد معروفًا بتقواه وإيمانه القوي. لكنه كان يواجه تجارب كثيرة تجعله على حافة الوقوع في الخطية. كان يعمل في حقل زراعي، وكان رفيقه في العمل رجلًا يُدعى سامي، الذي كان يغرر به باستمرار لدخول في معاملات مشبوهة ومكاسب غير مشروعة.

 

في إحدى الأيام، جلس عم جاد مع نفسه وتأمل في حاله، وقرر أنه لا يمكنه الاستمرار في هذا الوضع. استجمع شجاعته وقرر مواجهة سامي ورفض كل عروضه المغرية. قال له: "يا سامي، لا يمكنني السير في هذا الطريق بعد الآن. إنني أؤمن أن الرب هو معيني، ولن أسمح للخطية بأن تسيطر على حياتي."

 

برغم السخرية والتحديات التي واجهها، استمر عم جاد في جهاده ضد الخطية. وبالفعل، تحققت بركة الرب في حياته، فتحسنت أحواله ونال احترام أهل قريته. لقد فضل عم جاد أن يموت في جهاده ضد الخطية على أن يحيا في السقوط فيها.

الهدف

إنَّ الجهاد ضد الخطية هو الطريق الوحيد للسلام الداخلي والبركة الحقيقية. يجب علينا أن نكون مستعدين لدفع الثمن، مهما كان ذلك صعبًا، لأن النتائج تستحق. عندما نختار الجهاد ضد الخطية، نختار الحياة في حضرة الله، ونختار النور على الظلمة، والحق على الباطل.

 

 

لنتذكر دائمًا كلمات الأنبا موسى القوي، ولنكن على استعداد لأن نموت في جهادنا ضد الخطية، لأن في ذلك الحياة الحقيقية والعشرة الحقيقية والنقية التي نتمتع فيها بشعور وجود الله في حياتنا وقلوبنا في كل لحظة وكل ثانية نحياها، لكن علينا أن نعرف أنه يجب أن نخضع لله، ونقاوم الشر، ولنسعى دومًا نحو الطهارة والنقاء.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية