رئيس التحرير
عصام كامل

إلهاء الرأي العام!

نحن مشغولون الآن بخطوبة شيرين، وفيلم ولاد رزق، وأزمة مباراة الأهلى والزمالك، وقبلها شغلنا بحكاية ضرب عمرو دياب لمعجب أراد أن يتصور معه.. ولا نبالى بما يواجه بلدنا من تحديات وهى كبيرة، لإستمرار الحرب فى غزة وإحتمال توسيعها لتشمل لبنان أيضا، في ظل رغبة نتنياهو في إطالة أمد الحرب حتى تنتهى الانتخابات الامريكية ويفوز ترامب فيها، ويحل محل بايدن ليغدق بالمال والسلاح على اسرائيل والدعم السياسى دوليا والأهم ليقضى على أى تحرك دولى لتنفيذ حل الدولتين.. 

 

وهذا لا يشكل  فقط تهديدا مباشرا للأمن القومى المصرى فقط وإنما يحمل الإقتصاد المصرى مزيدا من الأعباء الإضافية، فضلا عما نخسره من موارد لقناة السويس وعائدات السياحة الخارجية وتردد المستثمرين الاجانب فى القدوم لمنطقة حروب.. ونحن جميعا سوف نتحمّل هذه الأعباء. 


وهنا تأتى مسئولية الإعلام.. فهو يتعين أن يوجه ويقود الرأي العام ويحميه من محاولات تغييب الوعي الوطني وصياغة اهتماماته.. فنحن نعيش مرحلة حافلة بالمخاطر الكثيرة، على العديد من الأصعدة ونحتاج فيها لتفهم الرأي العام لإبعادها ويقظته، لا تغييب وعيه وصرف اهتمامه عما يواجهنا من مخاطر وشغله بأمور جانبية، كما يتم الآن بشكل يبدو متعمدا وممنهجا، وحتى لو كان عفويا فهو ما يجب وقفه وتصحيحه. 

 


إن كل الشعوب التى تواجه خطرا لا يجب أن يشغلها غير أمر واحد فقط وهو كيف تواجه هذا الخطر وتتغلب عليه.. ونحن لا نواجه خطرا واحدا وإنما عددا من المخاطر تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين ومستوى معيشتهم.. وإذا كان ذلك يقتضى إدارة رشيدة لحياتنا وفى المقدمة اقتصادنا، فإنه يقتضى فى ذات الوقت يقظة الرأي العام لا إلهاءه بأمور وحوادث تشغله وتغيب وعيه.. وهذا هو دور الاعلام.  
اللهم قد بلغت   

الجريدة الرسمية