تأنيب الشعب!
زمان كان يقال إن الشعب هو القائد والمعلم والبطل، لكن الآن لدينا بعض من يقومون بتأنيب الشعب، وينسون أنهم من أفراد هذا الشعب! تارة يهاجمون الشعب لأنهم من وجهةَ نظرهم لا يرفض أو يثور ويقبل بالظلم، وتارة أخرى لأن الشعب يفرط في إنجاب الأطفال ويفرط في الأكل.
وشاع تأنيب الشعب. بالاستكانة في السنوات التى سبقت انتفاضة يناير عام 2011، ففاجأهم الشعب بانتفاضة أطاحت بالنظام الحاكم، وبعدها بعامين بانتفاضة أخرى خلصت البلاد من حكم الإخوان الفاشى والفاشل..
بينما بدأ تأنيب الشعب بالإفراط في الإنجاب والأعمال بعد تعرض البلاد لأزمة اقتصادية كبيرة أدت إلى زيادة نسبة من لا يستطيعون من هذا الشعب على توفير احتياجاتهم الاساسية من الغذاء، وهؤلاء من يعدون ممن يعانون من الفقر المدقع، فضلا عمن يعيشون تحت خط الفقر ولا يقدرون على تدبير احتياجاتهم الأساسية غير الغذاء.
ونسى هواة تأنيب الشعب أن هذا الشعب يحتاج لمن يحنو عليه كما قال الرئيس السيسى وهو وزير للدفاع، وليس من يقوم بتأنيبه وتوجيه اللوم له، لأنه ضحى كثيرا وتحمل كثيرا، وإذا كان يعانى من عيوب كما يرون فإن المسئول عنها من يديرون أموره وشئونه.. فهؤلاء الذين في أيديهم إعادة بناء الإنسان المصرى وصياغة شخصيته من خلال التعليم والإعلام والفن والثقافة والفكر.. وهؤلاء بانتهاج السياسات المناسبة يستطيعون إقناعه بتنظيم النسل وعدم الإفراط في إنجاب الأطفال.
أما الإفراط في الأكل فإن الأغلب الأعم من الشعب لا يفعله، خاصة بعد أن التهبت أسعار الغذاء في السنتين الأخيرتين، وإذا كان في بلدنا من يفرط في الأمل فهم قلة مترفة من الأغنياء فقط! لذلك لا تستفزوا عموم الناس الذين انخفض استهلاكهم من الغذاء واستغنوا عن أكل اللحوم والأسماك والدواجن، كان الله في عونهم.