الثانوية العامة والغش المزمن
لماذا ننفرد نحن في مصر ب الغش الجماعى الممنهج في امتحانات الثانوية العامة؟! فها هو أول امتحانات الثانوية العامة هذا العام وهو إمتحان اللغة العربية يتم تسريبه وتداوله إلكترونيا مع الاجابات.. وهذا يعنى أن هناك إصرارا على الغش الجماعى فى الثانوية العامة.. إذن نحن أمام ظاهرة مجتمعية أو فلنقل مشكلة مجتمعية.
وهذه المشكلة ليست جديدة فى مجتمعنا ولكنها قديمة وعمرها عدة عقود، بل وشارك فيها الاسرائيليون ذات مرة.. والآن تستخدم الأدوات التكنولوجية فيها بعد أن كانت تستخدم الميكوفونات فيها لتلقين الطلاب اجابات الامتحانات.. فقد حل محلها أجهزة التليفون المحمول.
وتجتهد وزارة التعليم ومعها أجهزة الأمن فى ملاحقة من سربوا الامتحانات ومن صاغوا إجاباتها لنشرها واتاحتها للطلاب ومعاقبة من يثبت تورطه في هذا الغش الجماعى.. ولكم ذلك لم يوقف هذا الغش.. بل أنه تطور واتسع.. إذن الأمر يحتاج لعلاج مجتمعى شامل يجعل الغش مؤثرا أخلاقيا ومذموما مثل السرقة والتربص غير المشروع..
إن هناك خللا في منظومة القيم بالمجتمع يحتاج لاصلاح.. وقد سمعنا من قبل عن رغبة لدى إدارة الدولة في إعادة بناء الإنسان المصرى ولكننا لم نر جهودا تبذل في هذا الصدد.. ربما لكثرة التحديات التى تواجهنا، داخليا وخارجيا.
وبالطبع هذا لا يلغى دور وزارة التعليم في إعداد امتحانات تكون الإجابة على الأسئلة فيها تعتمد على التفكير وليس الحفظ للمعلومات.. وهذا يقتضى جهدا في أعداد المدرسين أيضا الذين سوف يقومون بتصحيح أوراق اجابات الطلاب.
وهكذا علاج الغش فى امتحانات الثانوية العامة يحتاج إصلاح منظومة القيم في المجتمع وتطويرالتعليم في بلادنا مهما كلفنا ذلك.. وللعلم إن ذلك سوف يساعدنا كثيرا في مواجهة ما يواجهنا من تحديات داخلية وخارجية معا.