في انتظار توجيهات الرئيس
عندما كتبت أمس عن الحجاج المصريين المفقودين والذين توفاهم الله عز وجل لم تكن الحكومة قد تحركت قولا أو فعلا للقيام بواجبها في هذه القضيةَ..
هى لم تتحرك إلا بعد أن صدرت توجيهات الرئيس السيسي لها بتشكيل خلية أزمة لمتابعة هذه الأزمة والتحقيق فيما جرى لمعرفة كيف جرى وتحديد المسئوليات ومحاسبة من يستحق المحاسبة، والتنسيق مع السلطات السعودية لإعادة الجثامين لأرض الوطن ولأهلهم وذويهم.. وهذا يطرح سؤالا يفرض نفسه هنا، وهو لماذا تنتظر الحكومة توجيهات الرئيس لتقوم بواجبها وبما تفرضه عليها مسئولياتها؟
نعم نحن بحكم الدستور نظامنا رئاسى وليس برلمانيا، والرئيس فيه دور مهم وقيادى، لكن هذا لا يعنى بالمرة أن تنتظر الحكومة توجيهات الرئيس لتتحرك وتفعل شيئا أو بالأصح لتقوم بما يمليه الواجب عليها وتفرضه صلاحياتها ومسؤولياتها، مثل الحال في أزمة وفاة عدد من الحجاج المصريين هذا العام.
نحمد الله أن لدينا رئيسا يبادر بإصدار توجيهاته فيما تقتضيه الأمور والأحداث، لكن نريد أن نحمد الله أيضا على أن يمنحنا حكومة تبادر بالقيام بمسئولياتها وواجباتها تجاه المواطنين المصريين دون انتظار توجيهات للرئيس.. فهذا سوف يساعد الرئيس كثيرا ويلبى حاجات المواطنين في الوقت المناسب.
وأعتقد أن الرئيس السيسي شخصيا هو أول من سيشعر بالارتياح لقيام الحكومة لدينا بواجباتها ومسؤولياتها، خاصة في الأمور والأحداث المهمةَ والأزمات الطارئة.. فهو يريد من معاونيه اليقظة والمبادرة في اتخاذ القرارات وتنفيذ الأعمال.. فهذا يخفف عنه بعض الأعباء الثقيلة.
أما وقد صدرت توجيهات الرئيس بخصوص الحجاج المتوفين هذا العام فلم يعد أمام الحكومة سوى التنفيذ.. ومكاشفة الرأى العام بما أسفر عنه التحقيق في هذه الأزمة.. فهى أزمة تهم كل المواطنين المصريين وليس أسر الحجاج المتوفين فقط.