رئيس التحرير
عصام كامل

أسماء سورة النمل وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها

أسماء سورة النمل
أسماء سورة النمل وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها

سورة النمل واحدةٌ من السور المكيّة التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وهي من السور  المثاني، ويبلغ عدد آياتِها ثلاث وتسعين آية، وترتيبها السابعة والعشرون في المصحف الشريف، حيث تقعُ في الجزء العشرين، وفي الحزب الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الشعراء، وهي مَعنيّة بالحديث عن أصول العقيدة كالتوحيد والرسالة والبعث. وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة النمل وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها.

 

 

 

أسماء سورة "النمل"

 

 (شهر أسمائها «سورة النّمل» وكذلك سمّيت في «صحيح البخاريّ» و«جامع التّرمذيّ». وتسمّى أيضًا «سورة سليمان»، وهذان الاسمان اقتصر عليهما في «الإتقان» وغيره.

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): ( وطس وتسمى سورة النمل وسورة سليمان عليه السلام ) [جمال القراء:1/37]

 

وذكر أبو بكر ابن العربيّ في «أحكام القرآن» أنّها تسمّى «سورة الهدهد». ووجه الأسماء الثّلاثة أنّ لفظ النّمل ولفظ الهدهد لم يذكرا في سورةٍ من القرآن غيرها، وأمّا تسميتها «سورة سليمان» فلأنّ ما ذكر فيها من ملك سليمان مفصّلًا لم يذكر مثله في غيرها. [التحرير والتنوير:19/215] 

 

 سبب نزول سورة النمل

 

تعدُّ سورة النمل واحدة من السور التي لم يردْ شيء في سبب نزولها، فأكثر القرآن الكريم لم يذكر له سبب نزول في التفاسير أو في كتب علوم القرآن، وهذه السورة الكريمة موضوعها -في الغالب- هو موضوع السورتين: سورة الشعراء قبلها، وسورة القصص بعدها، فهي جاءت بينهما في الترتيب في المصحف الشريف، وكذلك كان ترتيبها في النزول، فصارت كالتتمَّة لسورة الشعراء في بيان بقية قصص الأنبياء، وهي قصة داود وسليمان -عليهما السَّلام-، وفيها تفصيل في قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط -عليهم السلام-، كما يوجد تشابه بين هذه السور في البداية والافتتاح بالحروف المقطعة طسم، وتُسمّى هذه السور بالطواسين لأنّها تبدأ بهذه الحروف المقطعة، وكذلك التشابه الموضوعي بينها في وصف القرآن وتنزيله من عند الله تعالى

وفي سبب نزول سورة النمل، ورد أنه وردت بعض الأحاديث التي تتعلق بآيات نزلت من سورة النمل مثل: عنِ ابنِ عباسٍ قال سَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى قال هم أصحابُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، اصطفاهم اللهُ لنبيِّهِ، ووَقَفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى قَلِيبِ بَدْرٍ فقالَ: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ثُمَّ قالَ: إنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ ما أقُولُ، فَذُكِرَ لِعائِشَةَ، فقالَتْ: إنَّما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أنَّ الذي كُنْتُ أقُولُ لهمْ هو الحَقُّ ثُمَّ قَرَأَتْ {إنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَى} [النمل: 80] حتَّى قَرَأَتِ الآيَةَ، وإنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم يكتبْ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، حتى نزلت سورةُ النَّملِ.

 

فضائل سورة النمل

 

أنها من المثاني التي أوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل

 

أنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي جمعت البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) مرتين.

 

تشتمل  السورة على واحد من أشهر الأدعية وهو دعاء النبي سليمان: ” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ “.

مواضيع سورة النمل

 

1- الإشارةُ والتنبيهُ إلى إعجازِ القُرآنِ الكريمِ، ببلاغةِ نَظمِه وعلوِّ معانيه؛ وعِظَمِ شأنِه.

2- بيانُ صفاتِ المؤمنينَ وجزائِهم، وصفاتِ الخاسرينَ وجزائِهم.

3- ذِكرُ شَيءٍ من قِصَّةِ موسى عليه السَّلامُ.

4- ذِكرُ قِصَّةِ سُليمانَ عليه السَّلامُ مع النَّملةِ، ومع الهُدهدِ، ومع ملكةِ سَبأٍ وقَومِها.

5- ذِكرُ قِصَّةِ صالحٍ عليه السَّلامُ مع قَومِه.

6- ذِكرُ قِصَّة لوطٍ عليه السَّلامُ مع قَومِه.

7- بيانُ البراهينِ الدالَّةِ على وحدانيَّةِ اللهِ، وإبطالُ دينِ المشركين وعبادتِهم لغيرِ الله، وإثباتُ البَعثِ.

8- إخبارُ القُرآنِ الكريمِ عن أنباءِ السَّابقين، وأنَّه مُهيمِنٌ على الكتُبِ السَّابقةِ.

9- خَتْمُ السُّورةِ بذِكرِ بعضِ أشراطِ الساعةِ، وبَعضِ مشاهِدِ القيامةِ، وما يَنتظِرُ المكَذِّبين بالسَّاعةِ في ذلك اليومِ العظيمِ.

‫وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون - الآية 73 سورة النمل‬‎
أسماء سورة النمل وفضائلها وسبب نزول بعض آياتها

 

 

تلخيص سورة النمل

 

وقد افتتحت سورة النمل بالثناء على القرآن الكريم، وعلى المؤمنين الذين يحافظون على فرائض الله- تعالى-، ويوقنون بالآخرة وما فيها من ثواب أو عقاب, أما الذين لا يؤمنون بالآخرة، فقد أنذرتهم بسوء المصير أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ.

 

ثم تحدثت السورة بعد ذلك عن جانب من قصة موسى- عليه السلام- فذكرت لنا ما قاله موسى لأهله عند ما آنس من جانب الطور نارا، وما قاله الله- تعالى- له عند ما جاءها، وما أمره- سبحانه- به، في قوله- تعالى-: وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ.يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ.

 

 ثم تحدثت السورة بعد ذلك عما منحه الله- تعالى- لداود وسليمان- عليهما السلام- من علم واسع، ومن عطاء كبير، وحكت ما قالته نملة عند ما رأت سليمان وجنوده، كما حكت ما دار بين سليمان- عليه السلام- وبين الهدهد، وما دار بينه- عليه السلام-وبين ملكة سبأ من كتب ومحاورات انتهت بإسلام ملكة سبأ، حيث قالت: بِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

ثم ساقت السورة جانبا من قصة صالح- عليه السلام- مع قومه، فتحدثت عن الرهط التسعة الذين كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون، والذين بيتوا السوء لنبيهم صالح وللمؤمنين معه، فكانت نتيجة مكر هؤلاء المفسدين الخسار والهلاك.كما قال- تعالى-:وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ، أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ.فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا.

 

وبعد أن ساقت السورة جانبا من قصة لوط- عليه السلام- مع قومه أتبعت ذلك بالحديث عن وحدانية الله- تعالى- وقدرته، فذكرت ألوانا من الأدلة على ذلك، وقد قال- سبحانه- في أعقاب كل دليل أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ، وكرر ذلك خمس مرات، في خمس آيات.

وبعد هذا الحديث المتنوع عن مظاهر وحدانية الله وقدرته- سبحانه-، أخذت السورة الكريمة في تسلية الرسول صلّى الله عليه وسلّم وفي تثبيت فؤاده، وفي بيان أن هذا القرآن هداية ورحمة.

قال- تعالى-: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ.إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ.فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ.

 

 ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بالحديث عن علامات الساعة وأهوالها، وعن عاقبة المؤمنين، وعاقبة الكافرين، وعن المنهج الذي اتبعه الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأمر غيره باتباعه، فقال- تعالى-: إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها، وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ.وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها، وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية