حكومتنا وموت حجاج مصريين
لا أعتقد أن إجازة العيد أو الانشغال بتغيير الحكومة يبرر سكوت الحكومة الآن عن موت عدد كبير من حجاجنا هذا العام، يعد هو الأكبر بالمقارنة بالأعوام السابقة.. فحتى الآن لم نسمع أو نقرأ سوى خبر واحد عن قيام قنصليتنا في جدة بجهودها لمتابعة مشكلة الحجاج المفقودين أثناء تأدية المشاعر، رغم أن بلدان أخرى سارعت بتشكيل لجان تحقيق في الأمر، كان من بينها الأردن!
أما نحن فلم تفعل حكومتنا ذات الشىء، رغم أن الأمر يقتضى ذلك في ظل العدد الكبير نسبيا من الحجاج المصريين الذين تولاهم الله وهم يؤدون فريضة الحج هذا العام..
إن هناك أسئلة عديدة تحتاج لأجوبة سليمة وصحيحة يحتاج أن يعرفها الرأى العام وأسر وأهل هؤلاء الحجاج المتوفين مثل: هل هؤلاء الحجاج كلهم كانوا غير نظاميين، أى خارج الحجاج الذين سافروا للسعودية بتصريح رسمى سواء تابعين لحج الداخلية أو وزارة التضامن أو الحج السياحى الذى تنظمه شركات السياحة؟ أم أن بعضهم نظاميين والبعض الآخر غير نظامى؟
وإذا كان هؤلاء الحجيج غير نظاميين فكيف سافروا للسعودية؟ وهل سافر بعضهم عبر شركات سياحية، وما هى هذه الشركات؟ وما هى ظروف وفاة هؤلاء وهم يؤدون فريضة الحج تفصيلا؟ وهل العدد الذى توفى 600 حاج كما قالت وكالة الأنباء الفرنسية؟ وكيف نحمى حجاجنا مستقبلا؟
إن الوفاة للإنسان أمر مقدر في الزمان والمكان، ولكن ذلك لا يعفينا من مسئولية توفير أكبر حماية ممكنة للحجاج المصريين.. إن حادث تصادم يسفر عن مصرع عدد كبير من المواطنين يخضع للتحقيق وما حدث لعدد من حجاجنا وأدى لوفاة عدد منهم لا يقل أهمية عن حادث تصادم في الطريق!