رئيس التحرير
عصام كامل

نرجو ألا تكون نسخة مكررة منها!

طال انتظار الناس لإعلان التغيير الوزاري بعد أن كلف الرئيس السيسي الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل تلك الحكومة.. وبصرف النظر عن الأسماء والشخصيات التي ستسند إليها حقائب وزارية، ينتظر الشارع أن تتغير السياسات وخصوصًا فيما يخص الشأن الاقتصادي، فالمواطن قام بدوره وتحمل ما يخصه في فاتورة الإصلاح الاقتصادي، تحمل صعوبات عديدة لن تنته تداعياتها حتى اليوم!


صحيح أن هناك تحديات جيوسياسية وتضخما مستوردا تسببت فيه عوامل عديدة أهمها جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة، وما يجرى في البحر الأحمر والذي تضررت منه مصر بشدة، بعد تراجع حركة الملاحة في قناة السويس بعد الهجمات الحوثية على السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة لإسرائيل، ثم رفع أسعار الفائدة عالميًا وما صاحبها من تحريك لسعر الصرف وصعود الدولار وانخفاض القوة الشرائية للدولار.

 

كل هذه العوامل مجتمعة تركت أثرًا سلبيًا على اقتصادنا.. لكن في المقابل ما زال هذا الاقتصاد في حاجة لمزيد من الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاستيراد.. وما زالت الأسواق في حاجة لمزيد من الرقابة والانضباط فليس معقولًا أن ننام ونصحو على ارتفاع جديد في سلعة أو خدمة.. ورغم تراجع الأسعار عالميًا في سلع معينة لكن أسواقنا لا تعرف التراجع ولا خفض الأسعار، ولا يستجيب التجار لانخفاض الدولار الذي يتذرعون به ليل نهار لرفع الأسعار بلا توقف.


الأمر الذي يجعل التغيير الوزاري بابًا للأمل ينتظره المواطن بشغف ويعلق عليه آمالًا كبيرة.. ينتظر المواطن أن يشهد عودة الوزير السياسي الذي يبدع في حل المشكلات المزمنة.. الناس تتوقع من الحكومة الجديدة أن تظهر العين الحمراء للجشعين والمحتكرين من التجار، فقسوة الغلاء ليست في صالح الحكومة ولا الدولة ولا المواطن وإنما تذهب لجيوب حفنة من الجشعين المتاجرين بالأزمات.


 المواطن يرجو أن يجد وزراء يجمعون بين الحس السياسي والعمل الميداني، وزراء ينزلون لمواقع العمل والإنتاج وإلى تجمعات المواطنين أينما كانوا.. المواطن أن تبدأ الحكومة الجديدة عهدها بوقفة جادة مع جشع التجار، يريدون حركة منتظمة ودائمة من الأجهزة الرقابية على الأسواق.

 


راحة المواطن وتمكينه من الخدمات بشتى أنواعها ينبغي أن تظل أولوية للحكومة الجديدة وكل حكومة.. فرضا المواطن بوصلة نجاح أي حكومة في أي دولة.. نتمنى أن يجد الناس ما يطمئنهم على مستقبلهم ومستقبل أولادهم مع الحكومة الجديدة التي طال انتظارها.. والتي نرجو ألا تكون نسخة مكررة من الحكومة القديمة.


بصراحة.. لا أجد أي اهتمام من المواطنين بالتغيير الوزاري المنتظر.. ولسان حالهم يقول: «ألدو زي شاهين».

الجريدة الرسمية