رئيس التحرير
عصام كامل

ميسي يمنع أطفاله من الآي فون!

النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رفض شراء آي فون لأولاده.. وعندما سألوه عن سبب الرفض.. قال: هذا وقت الاستمتاع بطفولتهم وليس انشغالهم بالهواتف.. أما هنا في مصر فحدث ولا حرج، فالطفل يذهب لمدرسته ومعه الهاتف.. ونادرًا ما تجد أسرة متوسطة الحال أو حتى مستورة إلا وأطفالها يحملون الهواتف منذ نعومة أظفارهم وينكبون بالساعات على الألعاب الإلكترونية التي يشكل بعضها خطورة داهمة عليهم وتقودهم إلى الهاوية.


ترك الأطفال مع الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب المتصلة بالإنترنت لفترات طويلة ينتج أطفالًا مرضى نفسيين، ضعاف العقل والجسم، مشتتين غير قادرين على الاندماج والتعايش في أوساطهم الاجتماعية.


أنا شخصيًا أعرف أسرة بسيطة استسلمت لرغبات أطفالها وتشبثهم بالهواتف المحمولة والألعاب الإلكترونية لفترات طويلة، والنتيجة ضعف الإبصار والسمنة والبلادة وفقدان أدنى المقومات الاجتماعية والعلاقات الحميمية، ناهيك عن ضعف التركيز وفقدان الرغبة في الاختلاط والتفاعل مع الأهل والأقارب!


استعمال الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، سواء للعب أو للدراسة، يحتاج لضوابط تقلل من ساعات الجلوس أمامها لأدنى حد ممكن، ذلك أن الأطباء وعلماء النفس يحذرون من تأثير سلبي للشاشات على نمو أدمغة الأطفال.. 

 

كما أن ترك الطفل وقتًا طويلًا أمام الشاشة يؤثر سلبًا على مهارات القراءة والكتابة، مثل التخيل والتحكم العقلي والتنظيم الذاتي، مما يؤدي إلى تباطؤ السرعة الإدراكية، كما يمكن أن يؤثر ذلك على التفاعل الهادف مع العائلة والمعلمين.


الأطفال يتعلمون من بيئتهم ومن المحيطين بهم، ومن ثم فإن انشغالهم بالشاشة لا يسمح لهم بمثل هذا الإبداع، ولا يعنى ذلك أن نحرم الطفل من قضاء وقت أمام الشاشات، بل يجب التعامل مع المشكلة وضبطها ووضع معايير لمدة ومواعيد استخدام الطفل فوق العامين لهذه الأجهزة في حدود ساعة واحدة يوميًا، أما ما دون ذلك فلا ينبغي السماح لهم بالاقتراب من تلك الأجهزة أصلا، حفاظًا على صحتهم النفسية والعقلية والبدنية.


الدراسات العلمية أثبتت أن الإفراط في الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة وبشكل متكرر يدفع الأطفال لاستخدام العنف، إذ تبين بعد إجراء مسح عصبي لأدمغة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثرة أن الممرات العصبية في أدمغتهم تتأثر عند استخدام تلك الأجهزة بنفس الطريقة التي تتأثر بها عند استخدام المخدرات.. 

 

فضلًا عن أن النظر إلى الشاشات عن كثب ولفترات طويلة يتسبب في زيادة حالات الإصابة بقصر النظر لدى الأطفال.. فهل نتنبه لخطورة إسراف الأطفال في التكنولوجيا؟!

 

 

أفسحوا المجال للحياة الطبيعية للطفل إن أردتم مجتمعًا عفيًا متماسكًا.. ثم ثم أين دور لجنة حقوق المستخدمين التابعة لوزير الإتصالات.. الذي أراه أضعف وزير تولي وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. رحم الله الدكتور طارق كامل الوزير الأسبق للاتصالات!
ويبقى أن الأطفال أمانة فلا تضيعوا أماناتكم.. فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.

الجريدة الرسمية