رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو دياب.. الاعتذار من شيم الكبار!

لا حديث للسوشيال ميديا إلا عن صفعة عمرو دياب لأحد المعجبين به، البعض أدان دياب وهاجمه كما فعل الفنان عمرو مصطفي، والبعض انتهزها فرصة ليحصى على عمرو دياب سقطاته التي كثرت بلا اعتذار، ولا حتى اعتراف بالخطأ، سواء مع حراسه الشخصيين أو سائقه أو مهندس الصوت الذي ساقه حظه للعمل معه..

والبعض التمس له الأعذار وألقى باللائمة على الشاب الذي تلقى صفعة من عمرو دياب على وجهه كما فعل إعلامي مشهور.. وإذا كان ما فعله عمرو دياب خطأ وهو بالفعل خطأ لا مبرر له فهل جلس عمرو مع نفسه واستمع لصوت ضميره وهل شعر بالذنب حقًا، فإهانة أي شخص سلوك استعلائي لا يليق بفنان ينظر إليه شباب كثيرون على أنه قدوة.. 

 

فضلا على صفع إنسان على وجهه إهانة لمن كرمه الله تعالى وتحقير من شأن بنى آدم أنزله الله منازل التكريم بنص القرآن.. يقول الله تعالى:"لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" (الإسراء: 70).


وإذا كان عمرو دياب مدانًا، ولم يثبت أنه اعتذر، ودعك مما قاله عنه أحد المذيعين بأن الهضبة وهو لقب عمرو دياب بحث عن الشاب المصفوع على وجهه ليقدم له اعتذارًا لكنه لم يجده.. وحتى لو كان ذلك صحيحًا فماذا يمنع عمرو أن يقوم بعدها بتصوير فيديو يعتذر فيه صراحة عن تلك الواقعة.. 

يعتذر للمجتمع الذي شعر بالإهانة، أو يعتذر لجمهوره الذي لولاه ما كان عمرو دياب في المكانة التي يعيش فيها الآن.. ولا أدرى لماذا يتنكر المشاهير والنجوم لأصحاب الفضل عليهم، وأولهم هذا الجمهور صانع النجوم الحقيقي.


يبدو أن بريق الشهرة يصيب البعض بالغرور، حتى يعتقد أنه بشر فوق البشر، وأنه من حقه أن يفعل ما يشاء، وينسى هؤلاء أن التواضع للناس سلوك لا يصدر إلا عن نفوس نبيلة لا ترى في القرب من الناس ومخالطتهم وتحمل أذاهم شيئًا مهينًا.. هؤلاء هم كبار النفوس الذين يرجى منهم الخير، وهؤلاء هم الذين قال فيهم الإمام على كرّم الله وجهه “اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت فإن الخير فيها أصيل، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت فإن الخير فيها دخيل”.


عجرفة البعض واستعلاؤهم، استقواء بالنفوذ أو المال أو الشهرة آفة تضرب أخلاق المجتمع الذي بات يعاني هشاشة نفسية، ويقلد شبابه وهم للأسف كثرة غالبة، أو يحاكون تلك النماذج، فما زادت البلطجة والعنف والألفاظ السوقية في شوارعنا إلا بعد شيوع أعمال فنية لنجوم أعجب بهم شباب هذا الجيل، ودرجوا على تقليدهم حتى بات المجتمع غارقًا في العنف وسوء الأخلاق.


ليت المشاهير يحرصون على أن يكونوا قدوة للناس في التواضع وتقبل النقد، وتحمل الجمهور الذي أحبهم لدرجة أنه يجد في الحديث معهم أو التقاط صورة سيلفي مهم أمنية تهون في سبيلها حتى الإهانة وسوء العاقبة كما حدث مع الشاب الصعيدى الذي يتحمل هو الآخر جانبًا من مسئولية ما جرى له، وهذا هو نتاج الفراغ والسطحية والجرى وراء المشاهير!

 

 

أنا  شخصيا لم أكن من المعجبين بعمرو دياب كمطرب.. وشتان الفرق  بينه وبين حليم أو الأطرش أو هاني شاكر وغيرهم.. وسقطاته تنزل به كثيرآ.. وليته يتدارك ذلك حفاظا على ما بقي له من رصيد لدى الجمهور.

الجريدة الرسمية