رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة الحياة

ازرع الحب

قاعدة ذهبية وجدتها في سفر طوبيا للتعامل مع البشر، وتشبه جدًا فكرة الثمر وأن حسب ما نزرعه في علاقتنا مع الناس، هو أيضًا ما نحصده، وأن مثلما زرعنا الحب، بالتأكيد حتى وأن لم نحصد نفس الكم من الحب، فعلى الأقل سنجني الاحترام والقبول الكافي حتى نشعر إننا لم نخسر الكثير.

 

ففي سفر طوبيا وبالتحديد في الإصحاح الرابع العدد السادس عشر، نجد الكتاب يقول: "كُلُّ مَا تَكْرَهُ أَنْ يَفْعَلَهُ غَيْرُكَ بِكَ فَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهُ أَنْتَ بِغَيْرِكَ"، بمعنى أن رفضت أن تُقابَل بالشر من الناس فعليك أنت أولًا أن تقابلهم بالحب والخير، ومن خلال ذلك الحب ستستطيع أن تحصل على تأشيرة المرور لقلبهم، حتى وأن كانوا مبغضين للسلام.

 

فيكفي عندما تقدم الحب للناس ويد الخير للغير أن تتذكر شيئًا واحدًا وهو أنك حينها تدعى ابنًا لله، وهذا ليس كلامي أنا، بل كلام ووعد صريح كان من السيد المسيح في موعظته الشهيرة على الجبل والتي كنا ندرسها في صغرنا في مناهج التربية الدينية في المدارس، وحفظناها في مدارس التربية الكنسية، عندما قال: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ"، فماذا تريد بعد ذلك!

 

يكفيك أن تكون مثل سيدك صانع سلام وصانع للخير وسط الناس، أن تسير حسب قلب الله، وليس كفكر العالم تسير فقط وراء البحث عن الذات والأنا والأنانية، فكم من نفس سقطت عندما علت نفسها، وكم نفس سمت حينما تواضعت ليظهر الله من خلالها؟، فكر جيدًا قبل أن تتعامل مع الناس، هل أفعالك هي أفعال صانع سلام؟، أم أفعال أهل العالم تخلو من الحب وتخلو من السلام!

 

فما أسهل أن نتخاصم ونتقاتل ونتعاتب، وما أصعب أن نحيا بالحب وكما يحق لإيماننا الذي دعينا إليه يا أحبائي، فقبل أن تشاكل هذا الدهر، تذكر أنك دعين ألا تشاكله وأن تتغير عن شكلك بتجديد ذهنك كما ذكر في الكتاب المقدس، حتى وأن كان من حولك لا يحمل الحب؟، نعم، فكن أنت صوت الحب في عالم على فيه صوت الكره.

 

 

كن أنت صوت السلام والصوت الذي ينادي للخير، في وقت خلت فيه أصوات العقل وعلت أصوات الحرب، كن أنت البداية ولا تنتظر من أحد أن يبدأ، بل كن أنت كشارة البداية في سباق تكون محصلته أن الجميع يفوز لأن الجميع أحبوا، لأن الجميع إذا سقط أحد منهم، لم يستمروا في الجري بل وقفوا ليقيموا الساقط بينهم.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية