تصحيح العقائد والمفاهيم
نحن في زمن تضاربت فيه الفتاوى وأصبحت لكل من هب ودب وقرأ وإطلع بدون فهم، وإنتشرت فيه الأفكار الفاسدة والمذاهب الخاطئة، وخاصة أصحاب الفكر الوهابي الضال المضل المغرض الذي وضع بتوجيه من بريطانيا ضمن مخطط إجرامي على يد محمد إبن عبد الوهاب، بعد أن تم تجنيده لشق صف المسلمين وإحداث الفتن بين المسلمين، والقضاء على الإسلام تحت مسمى وشعار كاذب خادع وهو التوحيد الخالص.
وضف إلى هذا أصحاب الفكر المتجمد الذي لم يأخذ أصحابه من الدين سوى مظاهر التدين.. صورة وشكل فقط دون فهم عميق بأصول الدين وعمقه وصلاحيته لكل زمان ومكان، وأيضا ما يناسب أحوال العباد وأهل الزمن ومستجداته، وغاب عنهم أن دين الإسلام دين متجدد يتوائم مع كل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة.
مما أدخل في نفوس الكثير من المسلمين الشك والشتات والحيرة. أي المذاهب صح وممن نأخذ تعاليم الدين وبمن نقتدي ونتبع؟ للأسف الشديد كثير من الناس وخاصة الشباب قد غرتهم اللحى الطويلة والجلابيب القصيرة والقول المعسول فأنقادوا خلف أصحاب تلك الأراء، والتي تتنافى مع جمال الإسلام وإعتداله وسماحته ووسطيته وما فيه من رحمة وحياة.
تجديد الخطاب الدينى
هذا وقد إبتعد معظم الشباب والفتيات عن شريعة الإسلام وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بعدما سيطرت على عقولهم حضارة الغرب وماديته الزائفة، تلك الحضارة المادية والمدمرة للعقول والبشر والحياة والخالية تماما من الروح والدين والإيمان، وإستحوذت عليهم وسائل الإتصال الحديثة بصورها المتعددة، وهي صناعة الصهاينة الملاعين والغرب، وهي سم مدسوس في عسل حتى أصبحوا مدمنين للنت وأعتقد أنه المسيخ الدجال في هذا العصر.
تأثروا كثيرا بما يتم يبثه من فحش ورزيلة وما يخاطب الغرائز والشهوات في النفوس المريضة، وما أكثرها، وما يقضي على الدين والقيم الإنسانية النبيلة وما يخرجنا عن هويتنا العربية. هذا بالإضافة إلى غياب التربية الدينية السليمة في البيوت والمدارس والجامعات، وأيضا الكثير من رجال الدين سقطوا فريسة لتلك الوسائل..
حتى أصبح معظم شبابنا شبه ضائع وبلا هوية، على أثر الفراغ الروحي الناتج عن ترك منهج الله تعالي وشريعته الغراء، وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد ان أصبحت أهواء النفس والغرائز والشهوات هي التي تقود.
من هنا ولأجل ذلك مطلوب وبشدة ملحة نهضة روحية وصحوة تنويرية بفهم صحيح للإسلام يصحح من خلاله مفاهيم الدين وتصحيح العقائد. نهضة تعيد الشباب إلى حظيرة الإيمان وإلى دينهم بالفهم الصحيح وتعاليمه وأحكامه. ويجب أن يكون هناك دور لرجال الدين المعتدلين أصحاب الفهم الصحيح لمنهج وشريعة الإسلام -وأساتذة الجامعات وخاصة أساتذة علم النفس والإجتماع-..
هذا ومن المهم جدا أن يكون هناك دور رجال الإعلام المخلصين والأمناء في أداء رسالته التنويرية والتي أساسها الشرف والصدق والأمانة ومخافة الله تعالى. ويجب أيضا تجديد الخطاب الديني ومخاطبة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. ويجب على الدولة إيقاف ومحاسبة كل من يخرب عقول الناس من الدعاة والعلمانيين وكل من يضل عن سبيل الله تعالى.