أفلا يتدبرون القرآن
قراءة القرآن دون تدبر يثاب عليها القارئ.. بكل حرف عشر حسنات.. أما القراءة بتدبر وإمعان فيتعلم منها القارئ الدروس المستفادة من قصص القرآن.. ولقد دعانا الله تعالى إلى النظر في آياته وتدبير معانيه ومغازيه، حيث يقول سبحانه: "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا".. علمتني سورة المجادلة، أن الشكوى لله فقط، فالناس قد يستمعون وقد يشعرون بك ولكن لا يملكون لك ضرا ولا نفعا، فأعظم ما يملكونه لك هو الدعاء..
لكن الله هو السميع البصير، فاستوى في سَمْعِه سرُّ القول وجهره، وسع سمعُه كل الأصواتَ، فلا تختلف عليه أصوات الخلق، ولا تشتبه عليه، بيده الأمر كله، يعلم السر وأخفى، هو سميع الدعاء،
سِر إلى الله بعرجك وكسرك وانكسارك توجه إلى الله وبالدعاء والتضرع..
علمتني أن النجوى تأتي من الشيطان، والنجوى هو كل حديث يكون سرّا، قد يكون حديثًا بين الناس أو بين العبد ونفسه، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، فلا تمُكن الشيطان من الوصول إليك والوسوسة واستعذ بالله وتوكل عليه، فلا شيء يذهب الأحزان مثل التوكل..
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
و{إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
ربنا إنك تعلم سرنا وجهرنا فأقبل معذرتنا، وتعلم حاجتنا فاعطنا سؤالنا، وأرِنا عجائب صنعك في دعائنا ولطفك ورحمتك في قضاء حوائجنا، وأرِنا كرمك وقدرتك في ما نتمناه. قوّي قلوبنا بِك ولا تضعفها وتخيبها وأنت ربنا ورب المستحيلات.
اللهُم اجعلنا ممن نظرت إليه فرحمته وسمعت دعاؤه فأجبته، اللهم أرزقنا نعمه يعجز عنها الشكر ولا تبلينا ببلاء يعجز عنه الصبر.. اللهم ابعد عنا الهم والحزن والقلق وكثرة التفكير، اللهم إنا نعوذ بك من وسوسة الشيطان وهمزه ولمزه ونفثه.
علمتني سورة الروم، أن فطرة الانسان السليمة هي دين الله، ف فطرة الانسان بطبيعتها سليمة خالية من الكفر والمعاصي، ولكن وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء تفسدها، والفطرة السليمة هي الطريق المستقيم الموصل إلى اللّه وإلى رضاه.
فيجب أن تقم بالدين كما أمر الله، فإن من أقام وجهه للدين حنيفا مسلمًا فإنه سالك الى الصراط المستقيم.. وعلمتني أن الله خلقنا من ماء مهين، ومن هذا الماء خلق لنا قوة، فيجب علينا استعمال القوة التي وهبنا الله بها في طاعته..{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}..{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ.