إيران تثأر وإسرائيل تنتصر!
تستطيع إيران أن تقول إنها ثأرت من إسرائيل التى استهدفت قنصليتها في دمشق، وهى قالت بالفعل ذلك بلسان مندوبها في الأمم المتحدة! وتستطيع إسرائيل أن تقول إنها حققت نصرا بعد أن أحبطت 99 في المائة من الضربة الإيرانية التى تعرضت لها مساء أمس بالصواريخ والطائرات المسيرة، وهى قالت ذلك بالفعل بلسان متحدثها العسكرى ولسان بايدن رئيس الولايات المتحدة في اتصاله بعد انتهاء الضربة الإيرانية بنتنياهو!
فإن نتيجة تلك الضربة تسمح بذلك في وقت واحد! فهى رغم أنها كانت ضربة بنحو ثلاثمائة صاروخ وطائرة مسيرة فإنها لم تلحق بإسرائيل سوى أضرار محدودة ، بعد أن تصدت لها دفاعاتها ودفاعات حلفائها الأمريكان، لكنها في ذات الوقت أثارت قلق إسرائيل وجعلتها تعلن حالة الطوارئ وتوقف حركةَ الطيران، خاصة وأن الإيرانيين أعلنوا أن تلك الضربة أصابت قاعدتين عسكريتين في إسرائيل!
لكن مع ذلك فإن تلك الضربة لم تغلق ملف الصراع الأمريكى الإيرانى، لآن إسرائيل ترغب في أن ترد على الهجوم الإيرانى، رغم أن بايدن طالب نتنياهو بعدم الرد حتى لا يتسع الصراع العسكرى في المنطقة..
ولا تقتصر تلك الرغبة على نتنياهو وحده الذى يعمل بشكل ممنهج على إطالة أمد الحرب وتوسيع نطاقها ليستمر في الحكم أطول وقت، وإنما يشاركه في تلك الرغبة أيضا حلفاؤه من المتطرفين في إسرائيل الذين يطالبون بأن يكون الرد الإسرائيلى على هجوم إيران موجعا بشدة لها!
والسؤال هنا ما تداعيات ذلك على الصراع الأساسى، وهو الصراع الفلسطيني الاسرائيلى، وعلى الحرب الوحشية التى يشنها الإسرائيليون للشهر السادس على قطاع غزة، وبالتبعية على جهود الهدنة التى تسعى لها مصر مع قطر وأمريكا، أملا في أن تفضى فيما بعد إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وبدون انتظار لما ستفسر عنه الأحداث في المنطقة يمكننا القول إنها تداعيات سلبية لأنها أعادت الحديث عالميا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بعد أن كان الحديث الدائر يتركز عن جرائم الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد أهل غزة بالقصف والاجتياح والتجويع!