في انتظار الرد الإيرانى !
توارت الآن أخبار حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد أهل غزة وبرزت أنباء رد إيران المنتظر على ضرب إسرائيل قنصليتها في دمشق.. فقد استنفرت أمريكا والعديد من الدول الأوربية للتحذير من رد إيران وطلبت من رعاياها مغادرة إيران، بل إن أمريكا أعلنت أنها سوف تدافع عن إسرائيل إذا ما استهدفها الإيرانيون، وسوف تتصدى للصواريخ الإيرانية التى تستهدف إسرائيل..
وهكذا عدنا إلى ما كان سائدا في الأيام والأسابيع الأولى من العدوان الاسرائيلى على غزة وهو حديث حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ليعلو على صوت الاحتجاجات الشعبية لمواقف أمريكا والغرب من هذا العدوان وعدم التحرك لوقف الحرب الوحشية في غزة.
ويبدو الأمر وكأنه متعمدا وممنهجا من قبل الحكومات الغربية التى لم تهتم باستنكار استهداف اسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق.. متعمد للتغطية على المجازر التى مازالت القوات الاسرائيلية تقوم بها في غزة، والتهديدات الاسرائيلية التى لم تتوقف بإقتحام رفح الفلسطينية..
والتحذير الأمريكى الغربى الآن من توسيع الحرب في منطقة الشرق الأوسط يتجاهل أصل المشكلة وهو العدوان الإسرائيلى الوحشى ضد أهل غزة الذى لولاه ما كانت المنطقة تعرضت لأية مخاطر.. وبالتالى من يبغى حماية منطقتنا من مخاطر الحرب الواسعة عليهم أساسا العمل الجاد لوقف الحرب الوحشية في غزة..
وهذا يقتضى وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والأموال وليس الدفاع عنها عسكريا ضد أى رد إيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
لكن هذا الوضع لن يطول لآن الرد الإيراني لن يتأخر طويلا وسيتم عاجلا كما تشير معلومات الاستخبارات الأمريكية والغربية، وهذا ما أعلنه الرئيس الأمريكى بايدن أمس، رغم كل التحذيرات لإيران وإبتزاز الصين لتضغط على إيران حتى يأتى ردها رمزيا ومحدودا.. ولعل تركيز الحكومات الغربية إهتمامها الآن بالرد الإيرانى لم يمنع اندلاع المظاهرات الشعبية ضد حرب الإبادةَ الاسرائيلية في غزة.