إنهم لا يخجلون!
عجيب أمر الأمريكان والأوروبيين! إنهم يطلبون من الصين الآن أن تستخدم نفوذها لدى إيران لكى لا ترد على ضرب الإسرائيليين للقنصلية الإيرانية في سوريا أو على الأقل أن ترد بشكل رمزى محدود حتى لا ينشب صراعا اقليميا واسعا وأن تمتد نيران الحرب في غزة لتطال الإقليم كله.
فهم لم يطلبوا من الإسرائيليين أولا ألا يوسعوا دائرة الحرب، رغم أنهم لديهم نفوذا لدى إسرائيل يفوق النفوذ الصينى لدى إيران.. أليسوا هم الذين يمنحونها السلاح والمال ويوفرون الحماية السياسية على الساحة الدولية ولا يتحركون بما يكفى لمنعها من توسيع نطاق الحرب وإطالة أمدها؟!
لكنهم بالفعل لا يخجلون! فهم يتابعون على الشاشات حرب الإبادة التى يشنها الإسرائيليون ضد أهالى غزة وسقوط الضحايا من المدنيين على مدار الساعة ومع ذلك يقولون إنه لا توجد أدلة على ارتكاب الإسرائيليين لجريمة الإبادة الجماعية!
وهم أيضا يرفضون الوقف الدائم لإطلاق النار بحجة أنه سوف يعطل التوصل إلى هدنة مؤقتة حتى ولو طالت لعدة أسابيع! وهم كذلك يقولون أنهم لن يوقفوا إمداد إسرائيل بالسلاح مهما فعلت وحتى ولو اقتحمت رفح الفلسطينية بالقوات البرية وارتكبت أكبر مجزرة في التاريخ!
ألم يكن الأولى بهم أن يوقفوا تلك الحرب البشعة والتى سقط فيها أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف شهيد من أهالى غزة ثلثيهم من النساء والأطفال، وأكثر من ثمانين ألف مصاب؟! لكنهم بالفعل لا يخجلون.
بل إن الصين التى يطلبون منها أن تستخدم نفوذها لدى إيران حتى لا ترد على ضرب قنصليتها يعاملونها كعدو أساسا وليس كصديق، ويسعون لحصارها استراتيجيا واقتصاديا وملاحقتها في كل أنحاء العالم حتى يكبحون جماح تقدمها اقتصاديا لتظل أمريكا هى القوة العالمية الأكبر والأقوى والمسيطرة على النظام الدولى!
ألم نقل أنهم لا يخجلون؟!