طائرات مصر للطيران.. وغش الرأى العام!
خرج رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران ليعلن أنهم قرروا بيع 12 طائرة إيرباص لعدم ملاءمتها لظروفنا المناخية والاستفادة من ثمن البيع في سداد القرض الذى اشترينا به هذه الطائرات.
وإذا حاولنا اختصار هذا الخبر في كلمة واحدة ستكون الفشل الذريع! فهذه هى المرة الأولى التى نسمع فيها أن الظروف المناخية تلائم أو لا تلائم طائرات معينة.. وإذا كان ذلك اكتشافا جديدا فكان الأولى أن تتخلص شركة مصر للطيران وتبيع كل ما لديها من طائرات من هذه الماركة، وليس هذا العدد فقط!
ثم كيف تم شراء هذه الطائرات وهى غير ملائمة لمناخا! وهل نحن نشترى الطائرات دون دراسة وبحث وبقرارات غير مدروسة؟!
والأكثر من ذلك أننا تحملنا في هذه الصفقة الفاشلة أعباء القرض الذى حصلنا عليه لإتمامها وهى فوائد هذا القرض.. أى أن الصفقة ألحقت بنا خسارة وبالنقد الأجنبي في وقت نعانى فيه نقصا في النقد الأجنبي! ومع ذلك لم نسمع عن محاسبة من أبرم هذه الصفقة وأضر بالموارد العامة من النقد الأجنبي!
إنه فشل صارخ وبدلا من أن يحاسب مرتكبه فإن رئيس الشركة خرج ليصل المواطنين الشركاء في ملكية هذه الشركة بحكاية عدم ملائمة هذه الطائرات لظروفنا المناخية، وكأن الطائرات ستعمل فقط على الخطوط الداخلية ولن تقوم برحلات خارجية مثل كل الطائرات في العالم.. أى خرج بإعلان يحمل تضليلا للرأى العام وغشه والضحك عليه!
وإذا كان من اشترى هذه الطائرات ومن قرر بيعها يحتاج للمساءلة فإن السيد رئيس الشركة بإعلانه هذا يحتاج للمساءلة هو الآخر.. بل لعله يحتاج المساءلة قبل الجميع.. يا من تديرون المال العام الذى نحن المواطنين جميعا شركاء فيه كفى خداعا لنا!