رئيس التحرير
عصام كامل

تعويم العملة الآن يضر ولا ينفع !

بمناسبة ما قاله رئيس الوزراء عن أن قيمة الجنيه سوف تتحدد بعد الزيارة المرتقبة لوفد صندوق النقد الدولى لنا أقول بشكل مباشر وصريح وفورى إن أى تعويم وتخفيض للجنيه الآن يضر ولا ينفع.

 
لا ينفع لأنه لن يجلب لنا الآن مزيدا من السياح الأجانب في ظل حالة الاضطراب التى تشهدها منطقتنا والحرب الدائرة الآن في غزة والتى يخطط الاسرائيليون لاستمرارها طوال هذا العام، وكذلك اضطراب الملاحة في البحر الأحمر.. فالسياحة تخاصم عادة المناطق المضطربة والتى تشتعل فيها الحروب.

 
كما لن يسهم تخفيض الجنيه في زيادة صادراتنا للخارج لأن معظم صادراتنا تعتمد على مستلزمات إنتاج أجنبية مستوردة من الخارج سوف تزيد أسعارها بعد تخفيض الجنيه، وبالتالى لن تحظى صادراتنا بفرص تنافسية مناسبة تسهم في زيادة هذه الصادرات.

 
كذلك أي تخفيض للجنيه الآن فى وجود عجز في النقد الأجنبي لن يخلصنا من ازدواجية سعره بين البنوك والسوق السوداء وستبقى هذه السوق تعمل وترفع في سعر الدولار كما هو الحال الآن..

 
أما الضرر الذى سيقع علينا بسبب تخفيض الجنيه فهو يتمثل في زيادة معدل التضخم وأعباء الغلاء على عموم المصريين وزيادة أعباء الموازنة على الحكومة لزيادة الدعم فيها، خاصة دعم السلع  المستوردة مثل القمح والزيت ودعم الكهرباء والوقود.. وإنه لضرر فادح لا يطيقه الناس ولا الحكومة.

 


إن مشكلتنا هى العجز في النقد الأجنبي الناجم عن أن مواردنا منه أقل من إنفاقنا منه والحل الحقيقى لهذه المشكلة يقتضى كما قلنا مرارا بتخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبي وزيادة مواردنا منه.  

الجريدة الرسمية