لماذا لم ينضم عربي إلى جنوب أفريقيا؟!
بدأت اليوم محاكمة إسرائيل في الدعوى التي أقامتها أمام المحكمة الجنائية الدولية جنوب إفريقيا متهمة إياها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لأهل غزة.. واستمعت المحكمة إلى الوقائع والأدلة والشواهد التى جمعتها بمهارة جنوب إفريقيا مطالبة بإدانة إسرائيل بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء، وقبل ذلك مطالبة بوقف تلك الجريمة الفظيعة.
وأنا أستمع إلى وقائع تلك المحاكمة وأتابع الجهد المهنى الكبير الذى بذلته جنوب إفريقيا لإدانة إسرائيل لا أستطيع إخفاء الشعور بالغيظ لأنه لم ينضم أي عربي إلى جنوب إفريقيا في إقامة تلك الدعوى المهمة والضرورية؟! لا حكومات ولا منظمات حقوقية ولا شخصيات عامة شهيرة، حتى الجامعة العربية لم تشارك هى الأخرى!
إنه موقف غريب.. غريب جدا، ولا يوجد ما يفسره أو بالأصح يبرره.. فإن العرب اجتمعوا في قمة عربية إسلامية ورفضوا ما تقوم به إسرائيل وطالبوا بوقف الحرب الوحشية ضد أهل غزة.. والإعلام العربى لا يتوقف على مدى قرابة المائة يوم عن عرض وقائع الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل لأهل غزة..
سواء بتدمير المنشآت والمبانى فوق رؤوسهم أو بقصفهم بالطائرات والمدافع والدبابات، أو بحرمانهم من مقومات الحياة من خلال تجويعهم وتدمير مستشفياتهم وحرمانهم من الغذاء والماء والكهرباء..
وتصريحات القادة العرب تتهم إسرائيل بالوحشية في حربها ضد أهل غزة. فلماذا إذن لم ينضم أحد من العرب إلى جنوب إفريقيا في دعواها ضد إسرائيل؟!.. وإذا كان هناك ما يعيق إنضمام الحكومات لجنوب إفريقيا فى هذه القضية فلماذا لم تنضم منظمات حقوق الإنسان غير الرسمية، أو شخصية من الشخصيات العامة؟! إنه أمر يستعصى على الفهم!
إن هذه القضية أزعجت الإسرائيليين ومعهم الأمريكان، وكان هذا كفيلا بإنضمام العرب لجنوب إفريقيا لها لا عدم الانضمام.