تحريات إسرائيلية عن قضاة محاكمتها!
لم تكتفِ إسرائيل باختيار قاض مشهور دوليا ليمثلها في محكمة العدل الدولية، وتكليف طاقم من المحامين للدفاع عنها في مواجهة الاتهام الموجه لها من جنوب إفريقيا بارتكابها إبادة جماعية لأهل غزة، واصطحاب عدد من أسر الأسرى الإسرائيليين ليشرحوا للمحكمة ما حل بهم بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي قامت به حماس، وإنما قامت إسرائيل بالإضافة إلى ذلك كله بإخضاع قضاة المحكمة لدراسة وبحث لتعرف كيف يمكن التأثير عليهم حتى لا يصدروا قرارا عاجلا بوقف الحرب الوحشية التى تشنها منذ قرابة المائة يوم ضد قطاع غزة.
ولذلك تحتاج جنوب إفريقيا للمساندة والدعم في دعواها ضد إسرائيل.. وهذه المساندة يمكن أن تأخذ العديد من الأشكال والسبل أهمها مساعدتها في جمع الأدلة والقرائن التى تؤكد ثبوت الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل لأهل غزة، وتفنيد دفاع إسرائيل عن نفسها الذى خصص المحكمة جلستها اليوم لسماعه في اطار نظر تلك الدعوى كما تقضى مجريات المحاكمة..
وهنا يأتى دور منظمات حقوق الإنسان العربية والمنظمات الإقليمية مثل الجامعةَ العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ومنظمة التعاون الخليجى، ولا يمنعها عن القيام بذلك أن من يقيم دعاوى قضائية أمام المحكمة هى الدول والحكومات فقط.
لقد انفردت دولة جنوب إفريقيا بإقامة هذه الدعوى ضد إسرائيل ولم تطلب من دول أخرى الإنضمام إليها، وهى بذلك تعرض نفسها لضغوط من أمريكا التى جاهرت باستنكار تلك المحاكمة وإنكار إتهام الإبادة الجماعية عن إسرائيل.. وبالتالى يجب ألا تترك وحيدة تتصدى للدفاع عن أهل غزة، بل يتعين أن تلقى منا نحن العرب كل الدعم والمساندة في قضيتها التى أصابت إسرائيل بالقلق الشديد..
ويكفى تصريحات قادتها التى تهاجم فيه جنوب إفريقيا وتتهمها بأنها تتحالف مع منظمة إرهابية،
وقد يكون من قبيل المساندة لجنوب إفريقيا فضح زيف دفاع إسرائيل عن نفسها للتنصل من هذا الاتهام الذى يدمغها بالعنصرية البغيضة والوحشية القاتلة. وهذا أمر متاح للمنظمات غير الرسمية إذا كانت حسابات الحكومات تغل يدها عن الإنضمام لجنوب إفريقيا في دعواها، رغم أنها ليست بالحسابات السليمة.