رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

عمرو أديب قد بلغ السيل الزبى!

الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور

الكلمة فرقان بين نبي وبغي.. بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور.. ودليل تتبعه الأمة

إن الكلمة مسؤولية.. إن الرجل هو كلمة.

 
هذه بعض الأبيات من رائعة الكاتب الراحل الكبير عبد الرحمن الشرقاوي قصيدة الكلمة، والتي أعتقد أن الإعلامي عمرو أديب قد قرأها أو سمعها من العديد من الفنانين والكتاب الذين قدموها بصوتهم، ولكنني أعتقد أيضًا أنه لم يفهم أو يستوعب معانيها الحقيقية النبيلة، أو فهم ولكن استخدمها لحاجة في نفسه وحده ليحقق بها أهدافه الخاصة، دون النظر إلى المصلحة العامة والعليا لوطنه، الذي منحه كل ما وصل إليه من شهرة عريضة وأموالاٍ طائلة!

 

وهو بهذا فقد بوصلته كإعلامي وفرط في المسؤولية والثقة التي وضعها فيه جمهوره من ملايين المتابعين، بأن يكون دائمًا نبضًا لهم معبرًا عن مشاكلهم وشواغلهم منتصرًا لهم، أمينًا عليهم، مصدرًا للتفاؤل والأمل وليس مصدرًا لليأس والخوف والبلبلة!

عاشق الألوان


المتابع لمشوار الإعلامي الأكثر شهرة والأعلى أجرًا في الوطن العربي منذ بداياته، سيكتشف أنه كان قبل أحداث يناير 2011 شيئًا وبعدها صار شيئًا مختلفًا! كان يساند الدولة المصرية ورموزها ورئيسها الراحل مبارك وعائلته واستفاد من جراء ذلك كثيرًا، ثم تحول فجأة بعد التاريخ المذكور إلى كيل الهجوم بكل قوة على هؤلاء جميعًا بزعم مساندة العهد  الجديد! 

 

وإستمر على هذا المنهج المخطط بدس السم في العسل في السنوات الأخيرة، خاصةً بعدما انتقل إلى محطته العربية الحالية، يدعي أنه أعلم ببواطن الأمور ولا يبتغي سوى المصلحة العامة العليا للوطن ولا يقول سوى الحقيقة والحقيقة فقط، دائبًا على تخويف الناس وبث روح اليأس والضبابية فيهم..

 

هادفًا إلى استعدائهم على الحكومة والدولة، كأن يقول الصورة قاتمة أمامي وهناك زيادات في كل شيء والأيام الجاية صعبة للغاية، وهكذا في كل مرة أو مناسبة  تحدث فيها مشكلة صغيرة أو يرتفع فيه سعر سلعة ما بشكل مفاجئ ويقل وجودها!


وسوابقه في ذلك لا تعد! أما أحدث وأخطر تجليات وسقطات هذا الإعلامي اللوذعي الملهم الذي يعرف كل شيء، هو ما حدث مؤخرًا عندما استضاف في برنامجه الدكتور سمير غطاس مدير أحد المراكز البحثية، والذي زعم أن المصريين في غزة لا يستطيعون العودة إلى أرض الوطن إلا عندما يحصلون على تأشيرة وتصريح من إسرائيل! وهو ما كذبه المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية على الفور!.


ورغم حرية الضيف في قول ما يشاء ولكن أين دور المحاور الذي يجب وهذا ألف باء الإعلام أن يتدخل خاصةً في مثل هذه التصريحات الخطيرة التي تمس كرامة الوطن وسيادته وأمنه القومي؟فيطلب بحسم من ضيفه أن يعطي دليلًا على صحة هذه التصريحات، وهو ما لم يفعله أديب ما يعني إقراره ضمنيًا بصحة هذه التصريحات وهنا تبدو سوء النية والقصد واضحًا! 

 

ولهذا قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن ضده من كل حدب وصوب، نقابة الإعلاميين أعلنت على لسان نقيبها الدكتور طارق سعدة عزم النقابة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أديب للمخالفات التي ارتكبها في حلقته المذكورة..

 

وهاجم عدد من الإعلاميين الكبار أديب لما حدث في حلقته مثار الجدل منهم.. محمد مصطفى شردي الذي وجه لومه الشديد لأديب قائلا: لا تضر بلدك لمصلحة المشاهد، ويوسف الحسيني الذي قال: إن عمرو أديب لديه إصرار شديد على ضرب المجتمع المصري، وأسامة كمال الذي طالب أديب بضرورة الاعتذار عما صرح به ضيفه غطاس.


كما شن عدد كبير من رواد السوشيال ميديا حملة هجوم عنيفة ضد مقدم برنامج الحكاية مطالبين بوقف برنامجه فورًا، قائلين إنه لا ينتمي لهذا البلد ويعمل ضده مصالحه ومصالح شعبه. وقد تردد أن قناة Mbc مصر تجري تحقيقًا مع أديب بعدما تكررت أخطائه في حق الدولة المصرية واشتكت منه جهات مسؤولة.


تاريخ طويل من السقطات


والحقيقة أن سقطة عمرو أديب بخصوص المصريين في غزة والتي اعتبرها بعض زملائه الإعلاميين جريمة أخلاقية ليست الأولي ولن تكون الاخيرة، ما لم يتم اتخاذ إجراء حاسم يردعه عن تكرار مثل هذه السقطات الخطيرة، والتي له منها الكثير والكثير.. 

 

بما يؤشر على عدم احترافيته ومهنيته وعدم التزامه بمواثيق الشرف الإعلامية وبأمانة الرسالة الإعلامية ومسؤليتها، فضلًا عن كون أسلوبه وطريقته في الكلام وصوته المرتفع في مخاطبة المشاهدين بعيد تمامًا عن الأسلوب والطريقة واللغة التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي خاصةً لو كان دارسا وأكاديميًا مثل أديب!


أما عن سقطاته الإعلامية فحدث ولا حرج، فهو يروج في برنامجه لبيع أصول وممتلكات الدولة المصرية، ويشيع  اليأس ويحرض المصريين بالخارج على عدم العودة للوطن قائلا: ظروفنا صعبة واللي مش عايز يرجع ما يرجعش!


وخوف الناس من الأدوية المحلية الصنع مما دفع نقابة الصيادلة إلى انتقاده والهجوم عليه! كذلك انتقد بشدة عدد من رموز الفن والرياضة في مصر مثل الفنان الكبير محمد صبحي في خلافه مع تركي آل شيخ، ونجم الكرة العالمية محمد صلاح لعدم تشجيعه ودعمه للمغرب في كأس العالم..

 

 

كما أساء إلى ليبيا الشقيقة واصفًا إياها بالقول: إن أوكرانيا لروسيا مثل ليبيا لمصر! وهو ما دعى الخارجية الليبية إلى استدعاء القائم بالأعمال المصري واعتبار ما قاله عمرو أديب في إحدى حلقات برنامج الحكاية استخفافًا بالسيادة الليبية وبحكومة الوحدة الوطنية! وهناك أمثلة  أخرى عديدة على سقطات وتجاوزات هذه الأديب التي يجب وضع حد لها فورًا حتى لا يحدث ما لم يحمد عقباه، وبعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل وفاض!

الجريدة الرسمية