رئيس التحرير
عصام كامل

هذه الأفلام حاربتها إسرائيل فحصدت الجوائز الدولية؟! (2)

نستكمل في مقال اليوم ما بدأناه في المقال السابق عن أهم الأفلام العربية والعالمية التي تعرضت للقضية الفلسطينية وناصرتها وفضحت فظائع وجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل المناضل على مدار تاريخ القضية منذ بداية النكبة عام 1948 حتى وقتنا الحالي..

 

وكيف كان لهذه الأفلام صدى واسعًا في دعم القضية الفلسطينية إقليميًا ودوليًا، هو ما دفع إسرائيل إلى محاربتها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، ومحاولة منع عرضها في المحافل الدولية ورغم ذلك حصدت معظم هذه الأفلام جوائز دولية رفيعة وحققت الغرض منها وكانت من أكبر وأقوى الأسلحة التقليدية ومن أعتى الجيوش وأكثرها بطشًا.

أول من حمل القضية للعالمية


سجلت القضية الفلسطينية أول حضور عالمي سينمائي عام 1983 من خلال فيلم Hanna K
للمخرج اليوناني العالمي الحائز على جائزة أوسكار كوستا جافراس، تأليف الإيطالي فرانكو
سوليناس وبطولة النجمة الأمريكية الراحلة جيل كلايبورج والفنان الفلسطيني محمد بكري..

 

ويعد هذا الفيلم من أهم وأفضل الأعمال السينمائية التي دعمت القضية الفلسطينية، وتناول  مبادرة المحامية الأمريكية اليهودية حنا كوفمان للدفاع عن شاب فلسطيني اعتقلته قوات الشرطة الاسرائيلية بتهمة الإرهاب، بينما كان يحاول في كل مرة العودة إلى بيته القديم في الضفة الغربية الذي طردته منه قوات الاحتلال!


تم ترشيح الفيلم لجائزة أحسن فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وعرض في فرنسا والعديد من الدول رغم محاولات الصهاينة منعه، ومن أشهر الأفلام الغربية أيضًا والتي صنعت عن جرائم الاسرائيليين فيلم Rachel للمخرجة الفرنسية سيمون بيتون عام 2009..

 

ويسرد قصة حقيقية لحياة الناشطة اليهودية المدافعة عن القضية الفلسطينية راشيل كوري والتي قتلت عن طريق بلدوزر لقوات الاحتلال أثناء أحداث الانتفاضة الثانية.


ومن الأفلام الإنسانية عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الفيلم الإيطالي Madri أو أمهات للمخرجة باربارا كوبيتسي والذي يرصد حالة الحزن والأسى لدى الأمهات الذين يفقدن أولادهن جراء هذا الصراع  الأليم.


الفلسطيني ملح هذا البحر


تلقت العديد من التهديدات بالقتل واندلعت المظاهرات ضد ترشيحها للفوز بجائزة أوسكار عن فيلم Julia عام 1978، وذلك لقيامها بإنتاج فيلم وثائقي The Palestinian، أو الفلسطيني ولعبت فيه دور المحاور والمعلق، إنها النجمة الإنجليزية العالمية فينيسيا رد جريف..

 

والذي عرض لمخيمات الفلسطينين ومعسكرات تدريب الفدائيين ورصد بجرأة شديدة واحدة من أبشع المذابح التي جرت بحق الفلسطينين وهي مجزرة تل الزعتر عام 1976، وقد أثار عرض هذا الفيلم في بريطانيا جنون الصهاينة والموالين لهم وشنوا حملة ضارية ضده وضد منتجته وطالبوا المسؤولين عن جوائز الأوسكار بمنع فوزها ورغم ذلك فازت بالجائزة!


ومن الأفلام الأجنبية التي أثارت جدلًا كبيرًا وأحدثت أزمات دبلوماسية خطيرة وصلت إلى حد التفكير في قطع العلاقات، الفيلم التركي وادي الذئاب فلسطين، ويتناول حادثة سفينة مرمرة التركية الشهيرة عام 2010..

 

والتي كانت سفينة تضامنية مع أهل غزة المحاصرين من قبل إسرائيل تضم عدد كبير من النشطاء السياسيين والحقوقيين من 37 دولة تتقدمهم تركيا، وتحمل مساعدات إنسانية فتصدت لها البحرية الاسرائيلية ما أسفر عن مقتل 10 من الأتراك، وجرح  65 آخرين.. 

 

الفيلم بطولة نجاتي شاشماز وجوركان ايجون، تأليف راجي شاشماز وإخراج زبير شاشماز، وقد رفضت العديد من الدول الأوروبية عرضه بحجة إساءته للجيش الصهيوني ومنها ألمانيا والولايات المتحدة، كما تسبب الفيلم في أزمة دبلوماسية حادة بين الحكومتين التركية والاسرائيلية..

 

كونه تبنى وجهة النظر الفلسطينية وفضح التجاوزات الاسرائيلية بصورة لم يقدم عليها فيلم سينمائي من قبل، تم عرض الفيلم في العديد من الدول الإسلامية وفي فلسطين بعد دبلجته للغة العربية، وفي روسيا أيضًا رغم المحاولات المستميتة التي بذلها الكيان الصهيوني لوقفه ومنع عرضه داخل وخارج تركيا.

 

ملح هذا البحر، فيلم فلسطيني تأليف وإخراج وإنتاج الفلسطينية آن ماري جاسر عام 2008، وبطولة الأمريكية من أصل فلسطيني سهير حماد والفلسطيني صالح بكري، يقدم الفيلم صورة لحياة الفلسطينين القاسية وممارسات الاحتلال وحواجزه وامتهانه للكرامة الإنسانية في الضفة الغربية، كما يعرض للعنصرية السائدة داخل المجتمع الاسرائيلي..

 

حصد الفيلم العديد من الجوائز العربية والدولية.. جائزة أفضل سيناريو في مهرجان دبي السينمائي، جائزة أفضل فيلم في مهرجان ميلانو بإيطاليا، رشح لجائزة أوسكار لأحسن فيلم أجنبي، رشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان كان2009.


وهناك قائمة طويلة أخرى من نوعية هذه الأفلام الغربية التي ساندت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحاربتها إسرائيل، ولكنها انتصرت سينمائيًا ونالت الجوائز الدولية وحققت دعاية كبيرة للقضية.. 

ولكن هل نحلم ونتمنى أن نشاهد قريبًا موجة أخرى من هذه الأفلام التي تعرض لعملية طوفان الأقصى بكل المصداقية والشجاعة، وتفضح ممارسات قوات الإحتلال ومجازرهم ضد الشعب المناضل في غزة، أم سيطول انتظارنا بفعل اللوبي الصهيوني المسيطر على السينما في هوليوود وفي دول كثير حول العالم؟

الجريدة الرسمية