رئيس التحرير
عصام كامل

الناس والبصل !

يتساءل البعض عن سبب ارتفاع سعر البصل في الأسواق بمعدل كبير، وهناك آخرون يوسعون السؤال ليشمل أسعار الخضار كلها، بدءا من الجرجير والبقدونس وحتى الطماطم  والخيار والفلفل، رغم أنها منتجات محلية ولا نستوردها من الخارج، وبالتالى لم تتأثر بانخفاض الجنيه وارتفاع الدولار كما حدث لكل السلع التى نستوردها من الخارج أو التى يدخل في إنتاجها مستلزمات إنتاج مستوردة! 


وبالطبع لدى هؤلاء وهؤلاء كل الحق في تساؤلهم هذا، خاصة وأن ارتفاع سعر الخضار والفاكهة رفع من تكلفة الغذاء البسيط للطبقات الفقيرة، بل والمتوسطة أيضا التى خفضت من قبل استهلاكها من اللحوم والدواجن والأسماك بعد انفلات أسعارها.. 

 

ولكن من يتأمل حال الدول التى تصاب بالغلاء وتتعرض للتضخم، سوف يدرك أن الغلاء مرض معد، وبعد ظهوره ينتشر ويصيب عادة كل السلع، بما فيها السلع التى لم  تزد فيها تكلفة إنتاجها أو زادت بقدر محدود جدا.. فإن منتجي السلع وتجارها عادة يلجأون إلى زيادة أسعارها لزيادة دخولهم لتعينهم هذه الزيادة على مواجهة الغلاء..

 

وهكذا تزيد أسعار الخضر والفاكهة التى تنتج محليا ولا تستورد من الخارج، وتزيد أيضا أسعار الخدمات التى يقدمها الحرفيون مثل السباكين والنجارين والحلاقين وحتى الأطباء والمحاسبين والمحامين. 


وبالطبع بعد استقرار سعر العملة المحلية والسيطرة على التضخم، لا تعود أسعار العديد من السلع والخدمات إلى ما كانت عليه قبل اندلاع هذا الغلاء.. فمن استفادوا من ارتفاع أسعار سلع وخدمات لن يتنازلوا عما حققوه خلال انتشار الغلاء من دخول.. أى أن تأثير الغلاء لن يتلاشى بعد السيطرة على التضخم، بل هو تأثير ممتد، وهذا ما يتعين أن يضعه في اعتبارهم من يتصدون لمواجهة هذا الغلاء.

الجريدة الرسمية