رئيس التحرير
عصام كامل

أسماء سورة الحشر وفضائلها وسبب النزول

أسماء سورة الحشر
أسماء سورة الحشر وفضائلها وسبب النزول

سورة «الحشر» من السور المدنية الخالصة، وسورة الحشر نزلت في السنة الرابعة للهجرة، ونزلت في بني النضير، وعدد آيات سورة الحشر أربع وعشرون آية، وكان نزول سورة الحشر بعد سورة «البينة» وقبل سورة «النصر» أى: أنها تعتبر من أواخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من سور قرآنية فهي السورة الثامنة والتسعون في ترتيب النزول.

أما ترتيبها في المصحف، فهي السورة التاسعة والخمسون، وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة الحشر وفضائلها وسبب النزول

 

‫سورة الحشر.. قصة بني النضير ونقض عهدهم مع الرسول (ص)‬‎
أسماء سورة الحشر وفضائلها وسبب النزول

 

 أسماء سورة "الحشر"

 

ابن عباس يسميها سورة بني النضير. ولعله لم يبلغه تسمية النبي صلى الله عليه وسلم إياها «سورة الحشر» لأن ظاهر كلامه أنه يرى تسميتها «سورة بني النضير» لقوله لابن جبير «قل بني النضير». وتأول ابن حجر كلام ابن عباس على أنه كره تسميتها بـ «الحشر» لئلا يظن أن المراد بالحشر يوم القيامة.  


قال محمد بن إسماعيل البخاري: (حدثنا الحسن بن مدرك، حدثنا يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة الحشر، قال: "قل: سورة النضير"). [صحيح البخاري:6/147](م)


قال محمد الطاهر بن عاشور: (اشتهرت تسمية هذه السورة «سورة الحشر» وبهذا الاسم دعاها النبي صلى الله عليه وسلم. 

روى الترمذي عن معقل بن يسار «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر)» الحديث، أي الآيات التي أولها {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة} [الحشر: 22] إلى آخر السورة. 

 

فضائل سورة الحشر

 

أنها من سور المفصل الذي أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نافلة ففضل به على سائر الأنبياء.

 

واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال... وفضلت بالمفصل".

 

 

‫سبب نزول سورة الحشر وسبب تسميتها بهذا الاسم – المرسال‬‎
أسماء سورة الحشر وفضائلها وسبب النزول

 

 

 سبب نزول قوله تعالى: (سبح لله) إلى قوله: (والله على كل شيء قدير).

 



 قال المفسرون: نزلت هذه الآية في بني النضير ، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على ألا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، وقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك منهم، فلما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرا وظهر على المشركين، قالت بنو النضير: والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية، فلما غزا أحدا وهزم المسلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صالحهم على الجلاء من المدينة.

وروى ابن كعب بن مالك، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة بدر إلى اليهود: إنكم أهل الحلقة والحصون، وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم - وهي الخلاخل - شيء، فلما بلغ كتابهم اليهود أجمعت بنو النضير [ على ] الغدر، وليخرج منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان نصف بيننا وبينك، ليسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك كلنا، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين رجلا من أصحابه، وخرح إليه ثلاثون حبرا من اليهود، حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض اليهود لبعض: كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله ؟ فأرسلوا [ إليه ] كيف نفهم ونحن ستون رجلا ؟ اخرج في ثلاثة من أصحابك، ونخرج إليك ثلاثة من علمائنا إن آمنوا بك آمنا بك كلنا وصدقناك. فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة من أصحابه وخرج ثلاثة من اليهود واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها - وهو رجل مسلم من الأنصار - فأخبرته خبر ما أراد بنو النضير الغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان من الغد غدا عليهم بالكتائب فحاصرهم وقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء على أن لهم ما أقلت الإبل [ ص: 216 ] إلا الحلقة وهي السلاح، وكانوا يخربون بيوتهم فيأخذون ما وافقهم من خشبها، فأنزل الله تعالى: ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض ) حتى بلغ: ( والله على كل شيء قدير ).

 

سبب تسمية سورة الحشر:

سبب تسمية هذه السورة بسورة الحشر أنّها تكلّمت عن حشر بني النضير، حيث حاصرهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- حينما قرّر أن يعاقبهم. ثم استسلموا بعد ذلك للرسول ولأصحابه الكرام، وحكم عليهم الرسول -صلى اللهُ عليه وسلم- بالجلاء والابتعاد عن المدينة المنوّرة، وكانوا أول من تمّ إجلاؤهم وإخراجهم من أهل العرب في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

 

 معني قوله تعالى أول الحشر

 ومعنى أوّل الحشر أي خروجهم الأول من حصونهم في المدينة إلى خيبر، وأما معنى آخر الحشر الذي ورد في السورة كذلك فهو خروجهم من خيبر إلى بلاد الشام، وقال بعض المفسّرين أنّ آخر الحشر هو حشر البشر جميعًا الأخير في أرض الحشر، أو أرض المحشر، ومن المعلوم أنّ محشر الناس النهائي يكون في الشام

 

موضوعات سورة الحشر

 

1- افتُتِحَت سورةُ الحَشْرِ بتَنزيهِ اللهِ تعالى عمَّا لا يَليقُ به، وإظهارِ عِزَّتِه وحِكْمتِه في تَصريفِ الأُمورِ.

 

2- الحديثُ عن غزوةِ بني النَّضيرِ، وما يَسَّرَ اللهُ تعالى مِن إجلائِهم، مع ما كانوا عليه مِن المَنَعةِ والحُصُونِ والعُدَّةِ.

 

3- الحديثُ عن تقسيمِ أموالِ بني النَّضيرِ، وعن حِكمةِ اللهِ تعالى في إرشادِه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى هذا التَّقسيمِ (أحكام الفيءِ).

 

4- الثَّناءُ على المهاجِرينَ والأنصارِ.

 

5- كَشْفُ دخائِلِ المنافِقينَ الَّذين تحالَفوا مع اليَهودِ ضِدَّ المؤمِنينَ، وذِكْرُ جانبٍ مِن أقوالِهم الكاذِبةِ، ووُعودِهم الخادِعةِ.

 

6- وَصفُ بني النَّضيرِ والمنافِقينَ بالجُبْنِ، وتفَرُّقِ الكَلِمةِ، وتنظيرُ حالِ تغريرِ المنافِقينَ لليَهودِ بتغريرِ الشَّيطانِ للَّذين يَكفُرونَ باللهِ، وتنَصُّلِه منهم يومَ القيامةِ.

 

7- توجيهُ الأمرِ للمُؤمِنينَ بتَقْوى اللهِ، ونهيُهم عن التَّشَبُّهِ بالفاسِقينَ عن أمرِ اللهِ، والتَّذكيرُ بتفاوُتِ حالِ الفريقَينِ.

 

8- بيانُ عَظَمةِ القُرآنِ وجلالَتِه، واقتضائِه خُشوعَ أهلِه.

 

9- خُتِمَت السُّورةُ الكريمةُ بذِكرِ جانبٍ مِن أسماءِ اللهِ تعالى وصِفاتِه.

 

 

أحاديث ضعيفة في فضائل أواخر سورة الحشر 

 


 ورد في فضائل أواخر الحشر عدة أحاديث. منها الحديث الذي رواه الترمذي عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وهذا إعلال منه للحديث، وقد ضعف النووي سنده وضعفه الألباني وشعيب الأرنؤوط.

 

وأخرجه أحمد والطبراني وابن السني وابن الضريس وغيرهم. كلهم رووه من طريق خالد بن طهمان أبي العلاء الخفاف وهو ضعيف. قال ابن معين: خلط قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة، وكان في تخليطه كل ما جاؤوا به يُقرُّ به. اهـ. كذا قال الذهبي في الميزان.

 

وروى الدارمي بسنده عن الحسن قال: من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء، وإن قرأ إذا أمسى فمات من ليلته طبع بطابع الشهداء. كذا في الدر المنثور. ومن المعلوم أن الحسن تابعي فالموقوف عليه يعتبر مقطوعًا وهو من أقسام الضعيف.

 

وعند الثعلبي من حديث يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله تعالى عنه: من قرأ آخر سورة الحشر فمات من ليلته مات شهيدا. وهذا موقوف ولا يؤخذ بالاجتهاد وفي سنده يزيد الرقاشي وهو متروك.

 

وعن أبي هريرة قال: سألت خليلي أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم فقال: يا أبا هريرة عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها. فأعدت عليه فأعاد علي، فأعدت عليه فأعاد علي.....

 

وعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

 

وعن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ خواتيم سورة الحشر في ليل أو نهار فقبضه الله في تلك الليلة أو ذلك اليوم فقد أوجب الله له الجنة.

 

وقد ذكر القرطبي في تفسيره هذه الأحاديث الثلاثة الأخيرة ولم يذكر درجتها ولا سندها فهي ضعيفة لجهالة أسانيدها.

 

وقال الألوسي في تفسيره: وأخرج الديلمي عن ابن عباس مرفوعًا: اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر.

 

وأخرج أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن محمد بن الحنفية أن البراء بن عازب قال لعلي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه: أسألك بالله إلا ما خصصتني بأفضل ما خصك به رسول الله عليه الصلاة والسلام مما خصه به جبريل مما بعث به الرحمن عز وجل، قال: يا براء إذا أردت أن تدعو الله باسمه الأعظم فاقرأ من أول الحديد عشر آيات وآخر الحشر، ثم قال: يا من هو هكذا وليس شيء هكذا غيره أسألك أن تفعل لي كذا وكذا فوالله يا براء لو دعوت علي لخسف بي.

 

وأخرج الديلمي عن علي كرم الله تعالى وجهه. وابن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعًا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال في قوله تعالى: لَوْ أَنزَلْنَا {الحشر: 21} إلى آخر السورة هي رقية الصداع.

 

وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال: أنبأنا أبو عبيد الحافظ أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد يوسف بن جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أنبأ إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ. {الحشر: 21} قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة. والأسود فلما بلغت هذه الآية قالا ضع يدك على رأسك فإنا قرأنا على عبد الله رضي الله تعالى عنه فلما بلغنا هذه الآية قال ضعا أيديكما على رءوسكما فإني قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإن جبريل عليه السلام لما نزل بها إلي قال: ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت. إلى غير ذلك من الآثار.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية