أسعار الساحل والطبقة المتوسطة!
ارتفعت مؤخرا أصوات على مواقع التواصل الاجتماعي تشكو من ارتفاع الأسعار في الساحل الشمالي أو بالأصح المبالغة فيها جدا بالمقارنة بأسعارها فى بقية مناطق البلاد.. ورغم أن هذه الشكوى ليست جديدة وتتكرر في صيف كل عام، فإنها باتت لاتقتصر على الساحل الشمالى وحده..
هناك الآن أماكن بالقاهرة بها كافيهات ومطاعم أسعارها مبالغ فيها جدا ولا تختلف عن مستوى الساحل الشمالى.. أى أن الأمر لم يعد يقتصر على فصل الصيف فقط وإنما يشمل الآن بقية فصول السنةَ!
والملفت للانتباه أنه رغم المبالغة في الأسعار التى تلقى استهجانا واستنكارا على مواقع التواصل الاجتماعى فإن هناك اقبالا على تلك الأماكن بأسعارها المبالغ فيها.. وهذا ليس له سوى معنى واحد هو أن هناك من يقدر على هذه الأسعار المبالغ فيها، ولا يعتبر أن في الأمر مشكلة لإنهم يملكون من الدخل الكثير يكفيهم ويزيد.
لكن المشكلة الحقيقية لا تخص تلك الفئة الاجتماعية القادرة على الدفع وبالأسعار المبالغ فيها، وإنما المشكلة تخص طبقة اجتماعية أخرى هى الطبقة المتوسطة، فإن بعض أبناء هذه الطبقة ترغب في محاكاة الفئة القادرة وارتياد تلك الأماكن الباهظة اسعار ما تقدمه وتبيعه..
صحيح هذه ليست بالظاهرة الجديدة غير أنها صارت الآن مشكلة بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية والتى كانت الطبقة المتوسطة بعد أصحاب الدخول المحدودة أكثر من يعانى منها الأن.. وهذا سيكون له نتائجه بالقطع على مجتمعنا في قادم الأيام، وهنا لابد أن يكون اساتذة علم الاجتماع مستعدين بالبحث والدراسة للمتغيرات التى يشهدها المجتمع لان نطاقها لن يكون اقتصاديا فقط وإنما سيمتد إلى النطاق الثقافى والسلوكي والقيمة أيضا.