3 يوليو
استيقظ المصريون صباح هذا اليوم قبل عشر سنوات وهم في حالة ترقب شديد.. فقد كانت القيادة العامة للقوات المسلحة قد أمهلت مرسى وإخوانه 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب التى تركزت فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإلا ستضع خريطة للمستقبل بالتشاور مع القوى السياسية وسوف تشرف على تنفيذها.. ومع صباح يوم الثالث من يوليو انتهت هذه المهلة. وشاب الترقب الشعبى قلقا صاغته رغبة جارفة فى التخلص من حكم الإخوان.
لكن قيادة القوات المسلحة كانت قد حزمت أمرها واتخذت قرارها بالفعل إزاء رفض مرسى واخوانه الاستجابة للمطالب الشعبية.. وبدأت منذ الصباح تدعو عددا من الشخصيات السياسية فى مقدمتهم اثنين من قادة حركة تمرد التى تبنت الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مع شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الارثوذكسية ورفض الإخوان المشاركة فيه.
غير أن الاجتماع الذى بدأ فى الثانية ظهرا إمتد لنحو ست ساعات تحدث فيها كل الحاضرين، وإتسع معه القلق فى انتظار ما سيقررها الاجتماع الذى عرف الناس بأمره عبر الدكتور البرادعى ممثل جبهة الإنقاذ.. فقد كان هناك إيضاحا من قبل القائد العام للمحاولات التى بذلت مع مرسى لإجراء استفتاء شعبى على مطلب الانتخابات الرئاسية المبكرة ورفضه الاستجابة لكل هذه المحاولات التى اشترك فيها رئيس الحكومة ورئيس مجلس الشورى..
وبذلك صار عزله أمر لا مفر منه وهو ما أجمع عليه كل الحضور.. وكان هناك أيضا نقاشا حول تعطيل العمل بالدستور القائم بسبب اعتراض ممثل حزب النور لكنه عاد ووافق بعد أن أوضح اللواء ممدوح شاهين أنه لابد من تعطيل العمل بالدستور حتى يتسنى تنفيذ الخطوات الأخرى فى خارطة المستقبل..
كذلك احتاج صياغة الخارطة التى تم الاتفاق عليها بعض الوقت تناول خلاله الحضور غذاء متأخرا.. وهكذا خرجت الخارطة بموافقة جميع الحضور وبموافقة كل قيادات القوات المسلحة التى حضرت إعلانها من قبل القائد العام.. وما أن أعلنت حتى عمت البلاد فرحة غامرة للتخلص من حكم فاشى مستبد.