ما المقصود بالجمال المعنوي في القرآن الكريم؟، وزير الأوقاف السابق يجيب

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق أن القرآن كله كمال وجمال، وكيف لا وهو كلام رب العالمين ومعجزة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؟!، فالكمال والجمال - لفظا ومعنى - يتدفقان منه تدفق محيط لا شاطئ له، يقول الحق سبحانه: "قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا"، ويقول الإمام عبد القاهر الجرجاني عن القرآن الكريم: هو الكلام الذي يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدة، فلا تدري أجاءك الحسن من جهة لفظه أم من جهة معناه، إذ لا تكاد الألفاظ تصل إلى الأذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب.

وزير الأوقاف السابق يوضح المقصود بالجمال المعنوي في القرآن الكريم؟ 

وقد عني القرآن عناية بالغة بترسيخ كل جوانب الجمال في حياتنا، فتحدث عن القول الحسن الجميل لكل الناس في قوله تعالى: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، بل دعانا للتي هي أحسن، حيث يقول سبحانه: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فالحديث بالتي والدفع بالتي هي أحسن نعمة عظيمة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } وقد كان الصحابة (رضوان الله تعالى عليهم) دائمًا ما يتخيرون الألفاظ والكلمات الطيبة، حيث مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على قوم يوقدون النار بالليل، فقال: "السلام عليكم يا أهل الضوء"، ولم ينادهم (رضي الله عنه) بأهل النار كراهية إدخالهم تحت لفظ أهل النار ولو لفظًا.

وأشار إلي أن من الجمال المعنوي في القرآن الكريم الحديث عن الدفع الحسن أي الدفع بالتي هي أحسن، يقول الحق سبحانه وتعالى: { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ  وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }، ويقول (عز وجل): {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}، كما تحدث القرآن الكريم عن التحية الجميلة الحسنة، فقال سبحانه: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ الله كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}.

وأضاف وزير الأوقاف السابق أن القرآن الكريم تحدث عن الصبر الجميل، وهو الذي لا شكوى معه، وعن الصفح الجميل وهو الذي لا من معه، وعن الهجر الجميل وهو الذي لا أذى معه، وعن السراح الجميل وهو الذي لا ظلم للمرأة ولا عضل لها معه، وعن العطاء الجميل، وهو الذي لا مَنّ فيه ولا أذى معه، حيث يقول الحق سبحانه:{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ويقول سبحانه: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وجاءت عجوز إلى الإمام الليث بن سعد (رحمه الله) تطلب كأسًا من العسل، فقال: أعطوها زقًّا (وعاءً كبيرًا) فقالوا: يا إمام إنما طلبت كأسًا، فقال: هي طلبت على قدر حاجتها ونحن نعطي على قدر نعم الله (عز وجل) علينا.

فمن سار على ذلك في الأدب مع الله  ومع الخلق، وإيثار كل معاني الجمال والكمال والرقي والذوق الإنساني الرفيع وحرص على كل ما هو جميل فعلى هدي الإسلام سار وبه اهتدى واقتدى، ومن حاد عن ذلك فقد حاد عنّ النهج القويم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.