أصاب نجيب ساويرس.. مصر أم الدنيا ولو مرضت!!
اتفق مع ما قاله المهندس نجيب ساويرس ردًا على الإعلامي عمرو أديب؛ فحبي وولائي الأول لبلدي، فبلادي وإن جارت علىّ عزيزةٌ، نحبّ الأشقاء العرب ونقدر لهم وقوفهم إلى جانب مصر في المحن والشدائد.. ومصر أيضًا لم تخذلهم يومًا بل دفعت من دماء الشهداء ما يثبت أنها الأم الرءوم والشقيقة الكبرى التي اختارها القدر لتكون -بحكم الموضع والموقع- رمانة ميزان الاستقرار ورافعة النهضة والتقدم والأمن ليس لمحيطها العربي فقط بل للشرق الأوسط وأفريقيا كلها.
قال المهندس نجيب ساويرس على حسابه على تويتر تعقيبًا على ما قاله أديب:"كلامك مش في محله، الولاء الأول لبلدك بغض النظر عن مصالحك.. خانه التوفيق مصر أم الدنيا ولو مرضت أو تعبت تظل أم الدنيا واللي ملوش خير في بلده ملوش خير في أي حاجة! مع احترامي للمملكة وكل التطور اللي بيحصل فيها".
أما عمرو أديب فقد قال:" أنا ملاحظ إن الفنانين لما بيروحوا يغنوا في السعودية لازم يتقطعوا حتت.. ولما بيروحوا يغنوا في دبي أو الكويت أو حتى في تركيا مفيش حاجة بتحصل.. يا ترى مين اللي بيعمل كده وليه؟".
ماذا حدث لقوتنا الناعمة؟!
كل الاحترام والتقدير للمملكة، قيادة وشعبًا؛ ولمواقفها الداعمة لمصر وهو ما يجعل لها مكانة طيبة في قلب كل وطني شريف ولسنا ضد أن تكون قبلة لأهل الفن من عندنا ولا أحب أن نذكرها بمقارنة مع غيرها من دول الجوار أو غير الجوار.. لكننا نحب أن يحافظ بلدنا على مكانته وريادته الطبيعية..
ولست أدرى سببًا لما قاله عمرو أديب ويحمل في طياته دلالة سلبية لا تخطئها عين، وكنت أتوقع منه وهو الإعلامي الأريب مسموع الكلمة أن يفتح حوارًا مجتمعيًا يسأل أهل الذكر: لماذا تتراجع قوتنا الناعمة.. وكيف السبيل لاستعادتها.. ومن المسئول عن سحب البساط عن أم الدنيا.. وهل يكفي المال وحده وسيلة جاذبة يهرول وراءها فنانونا شرقًا وغربًا؟!
وماذا حدث لمن يقال لهم نجوم في الكرة والتمثيل والغناء الذين باتت أخبار بعضهم لا تسر عدوًا ولا حبيبًا؛ فتارة يظهرون في مشهد مؤسف ومخجل في برامج مقالب تقلل من شأنهم وتظهرهم بمظهر من يتكالب على المال ولو على حساب كرامته وكرامة بلده؛ وينسى هذا النجم أو ذاك أنه سفير يمثل بلده خارج الحدود..
وتارة يظهر بعضهم بملابس لا تليق بالرجال حتى باتوا مادة للسخرية تلوكهم ألسنة السوشيال ميديا بكل سوء.. وتارة تتناقل الميديا أخبارهم التي تنضح بخلافات ومشاكل وفضائح زوجية يندى لها الجبين ولا تليق أبدًا بهم كنجوم لهم جمهور يقلدهم ويعتبرهم قدوة ومثلًا أعلى في ظل غياب القدوة الحقيقية!
نحن في حاجة لنوبة صحيان حتى يفيق هؤلاء السادرون في غيهم ويثوبوا لرشدهم ويعرفوا لفنهم قدرهم ويعرفوا لمصر قدرها.. وليقرأ من شاء من هؤلاء وأؤلئك سيرة العظماء من أهل الفن والثقافة والعلم في الزمن الجميل؛ أم كلثوم والعندليب وموسيقار الأجيال، وأمير الشعراء وعميد الأدب العربي وأستاذ الجيل.. وغيرهم من نماذج لم يكونوا أثرياء بالمال بل كانوا أغنياء بالموهبة الحقيقية والفن الملتزم وعزة النفس والشموخ والسمو.. فكانوا بحق صناع النهضة وقدوة الأجيال.. كل الأجيال!