رئيس التحرير
عصام كامل

حسنًا فعل الرئيس.. فماذا عن وزارة الرياضة!

اختفاء لاعب المصارعة المصري أحمد بغدودة  بعد المشاركة في بطولة أفريقيا بتونس.. أحدث ردود فعل واسعة؛ فقد وجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب دعوة إلى اللاعب لتلقي منحة تدريب وتأهيل مع رعاية تامة له كموهبة رياضية مصرية واعدة، بناءً على توجيهات الرئيس السيسي.


كما بادر رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس بدعوة أحمد بغدودة  للعودة على أن يتولى رعايته، وذلك عبر تغريدة على تويتر قال فيها: "إرجع وأنا هصلح كل اللي ضايقك إحنا ولاد بلدك عايزينك".


حسنًا فعل الرئيس السيسي على كثرة شواغله ومسئولياته حين إهتم بأمر لاعب المصارعة؛ وتلك رسالة مهمة ينبغي للحكومة وخصوصًا وزارة الشباب والرياضة أن تحسن قراءتها في التعامل  مع المواهب في قادم الأيام وإعادة النظر في ملف صناعة الأبطال الذين هم سفراء مصر وقوتها الناعمة أمام العالم..

رعاية الموهوبين

 

وحسنًا فعل المهندس نجيب ساويرس حين أبدى استعداده لرعاية أبناء بلده من الموهوبين ونتمنى أن يحذو رجال الأعمال حذوه ليس في دعم المواهب الرياضية بل في كل المجالات وخصوصًا نوابغ العلوم والتكنولوجيا أكثر من تحتاج إليهم مصر في هذه الفترة.. 

 

فلا يصح أن نفرط في كوادر وأبطال تتهافت الدول على تجنيسهم والإغداق عليهم بالمال والرعاية من أوسع الأبواب حتى رأينا فرقًا عالمية أهم نجومها وصناع بطولاتها هم من المجنسين وليسوا من أبناء هذه الدولة او تلك.


ما ينطبق على الرياضة ينطبق على جميع المجالات؛ وقد آن الأوان لوقف أعداء النجاح الذين يتمددون في كل مكان لتطفيش النابهين والتخلص من النابغين بضمير ميت وأفق ضيق وغياب أي شعور بالوطنية أو حتى بالإنسانية.. انظروا إلى ملف هجرة الأدمغة المصرية لتروا العجاب العجاب.. وقد ندهش إذا علمنا مثلًا أن مصر ثالث دولة بعد السودان ولبنان في هجرة الأطباء ذلك الملف الأخطر لارتباطه بأهم ما يخص الوطن؛ صحة المواطنين وجودة الحياة.

 


فإذا كانت شهرة أحمد بغدودة قد سلطت عليه كل هذه الأضواء ومنحته كل هذا الاهتمام فماذا عن منظومة الرياضة في مصر.. هل تغير شيء وتحرك المسئولون لوضع حلول عاجلة ورؤية إستراتيجية تحمي ما بقي من المواهب.. وهل التفت الحوار الوطني لمناقشة ملف هجرة الأدمغة المصرية.. وخصوصًا في التخصصات النادرة والقطاع الطبي الذي كثرت الهجرة منه بصورة تنذر بخطر جسيم.. فانتبهوا يا أولى الألباب!

الجريدة الرسمية