مركز معلومات مجلس الوزراء.. الحلقة المفقودة؟!
المعرفة هي القوة، ووجود معلومات صحيحة في وقتها المناسب هو أكبر داعم لصناع القرار في أي مجال؛ فالقرر الصحيح إذا تأخر فلا قيمة له بل ربما يأتي بنتائج عكسية تضر أكثر مما تنفع.. وفي العالم المتقدم هناك مراكز فكر وبحث واستطلاع رأي تعمل على مدار الساعة.. تجمع كل شاردة وواردة من المعلومات ثم تعالجها وتحللها وتضع الخلاصة أمام المهتمين بها؛ في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والعلوم وفي المجالات العسكرية والتكنولوجية.
وحسنًا فعل مجلس الوزراء حين اتخذ قرارًا بإعادة تنظيم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، لتعزيز دوره في دعم صناعة القرار الحكومي بما يقدمه من بيانات وتحليلات تستشرف المستقبل، اعتمادًا على أفضل الممارسات الدولية، مع العمل على تحقيق التواصل الفعال بين الحكومة ووسائل الإعلام، وإبراز جهود الحكومة إعلاميًا.
كان مركز معلومات مجلس الوزراء في عصره الذهبي يتواصل مع الصحافة بتقارير دورية ترصد ما يستجد من ظواهر في كل المجالات وكان حريصًا على إصدار استطلاعات رأي دورية تكشف بعمق عما يختمر في التربة المصرية من أحداث واتجاهات للرأي العام..
تقارير مراكز المعلومات
ولا أدري لماذا لا يصدر مع نهاية كل عام كتابًا سنويًا جامعًا لأهم ما دار في مصر من أحداث وقضايا شغلت الناس واستحوذت على اهتماماتهم، بدءًا بالأسعار، مرورًا بالمؤشرات الكلية للاقتصاد وانتهاء بمجريات السياسة وتطوراتها في الداخل والخارج وما تشهده من نقلة نوعية غير مسبوقة..
ومدى رضاء المواطن عن أداء حكومته وبرلمانه ليبدد سحب الدخان التي تتسبب فيها قنوات الشر ومواقع الإفك التي لا تتوانى عن الصيد في الماء العكر لتأليب الرأي العام وإشاعة حالة من الإحباط واليأس بين المواطنين.
مراكز المعلومات بؤر حساسة تتلمس نبض الشعب وتقيس مدى رضاه عن أداء الحكومة ومجلس النواب والأحزاب وشتى فعاليات المجتمع ومؤسساته ليكون الرأي العام على بينة مما يجري في واقعه، وما ينتظره في المستقبل.. ترصد إنجازات الدولة ورئيسها في كل موقع على أرض مصر.. ومدى إلمام المواطن بها، وإيمانه بجدواها.
لقد كانت لنا تجربة قيمة في دار التحرير أيام رئاستى لمجلس إدارتها وتحرير كتاب الجمهورية الذي كان يصدر على رأس كل عام كتابًا مرجعيًا للأحداث يرصد بأمانة وشفافية حقيقة ما رأى، وما وقع من سلبيات وأخطاء وما أنجز من مشروعات ونجاحات؛ وهو ما نفتقده هذه الأيام ونرجو لو يتدراكه مركز معلومات مجلس الوزراء في ثوبه الجديد ليكون بمثابة ديوان للحياة نستخلص منه دروس التجارب نتحاشى به السلبيات ونعظم الإيجابيات.. فهكذا تفعل الأمم الحية.