رئيس التحرير
عصام كامل

شكرًا يا ريس.. استعادة جواز سفر السادات

قبل أكثر من شهر تساءلت في هذا المكان: كيف وقع جواز سفر الرئيس السادات في أيدي تجار المزادات بالخارج.. هل هان تاريخنا إلى هذا الحد.. ومن المتسبب والمستفيد من ذلك؟! واقعة تسريب جواز السفر الدبلوماسي للسادات أثارت أواخر فبراير الماضي دويًا وغضبًا واسعا، إنتقل من السوشيال ميديا إلى فضاء مجلس النواب..

 

وترجمة النائب كريم طلعت (حفيد السادات) إلى بيان عاجل لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزراء الخارجية والثقافة والسياحة والآثار، لاستجلاء هذا الأمر.. متسائلًا: هل يستحق بطل الحرب والسلام أن يباع جواز سفره في دار مزادات أجنبية.. وهل نقبل مثل هذه الإهانة.. وهل نتحرك لوقف هذه المهزلة!

استرداد جواز سفر السادات


وسرعان ما جاءت الإجابة عمليًا؛ حيث تحركت الدولة بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسترداد جواز سفر السادات بشكل رسمي من صالة مزادات "هيريتج" الأمريكية، ونجحت بالفعل في استعادة وثيقة تاريخية بالغة الأهمية.. 

 

جواز سفر السادات عاد إلى مصر، ليستقر في مكتبة الإسكندرية  مع 10 مقتنيات أخرى تخص الرئيس الراحل، مثل بعض التحف، وأزياء عسكرية، وأوراقا مكتوبة بخط يده، والعصى التي اشتهر بها.


ومن حسن الطالع أن الاسترداد جاء تزامنًا مع الاحتفال بذكرى معركة العاشر من رمضان التي كان صاحب قرارها وبطلها العظيم هو الرئيس السادات.. وفي ذلك رسائل لو تعلمون عظيمة؛ ذلك أن مصر لا تفرط في رموزها ولا تنسى شهداءها.. 

 

فما بالنا بأسطورة الحرب والسلام، صاحب قرار العبور العظيم الذي استرد الكرامة وصان العرض والأرض والشرف.. والذي نحتفل هذه الأيام بذكراه العطرة في أيام مباركة لا يليق بها إلا الانتصار لصناع النصر والتاريخ.. حتى تظل رموزنا وأيامنا التاريخية ماثلة في أذهان أجيالنا الجديدة التي لم تعش حلاوة النصر وأمجاده ولا ذاقت مرارة الكفاح وقسوته..

 

ويبقى أن تجيبنا أجهزة الدولة المعنية عن سؤال مهم: من الذي سمح بخروج الجواز الدبلوماسي  للرئيس السادات حتى وقع في أيدي تجار المزادات.. وهل تمت محاسبته حتى لا يتكرر مثل هذا التفريط  في حق رموزنا وتاريخنا؟! مصر غالية وتستحق أن نحافظ عليها وأن نعض على تاريخها وحضارتها وتراثها العظيم بالنواجذ! 
ختام الكلام: ما أجمل أن نختلف بلباقة.. نعتذر بتواضع إذا أخطأنا.. نعاتب برفق.. نجتمع بحب.. نفترق بود.. القلوب أحيانا كمكعبات السكر.. قاسية.. لكنها سرعان ما تذوب حين تنغمس في الطيبة والتسامح.

الجريدة الرسمية