مقالب البرامج.. صناعة العنف والتنمر!
أتعجب جدًا من الإصرار على تقديم برامج المقالب وخصوصًا برنامج رامز نيفر أند، الذي يعرضه رامز جلال على قناة MBC مصر.. وأتساءل: لماذا يصر على استضافة المصريين فقط دون غيرهم من الجنسيات.. هل يقصد إهانتهم وإذلالهم بهذا الشكل المروع؟!
ولماذا لا يستضيف عربًا أو أي جنسيات أخرى ما دام البرنامج تقدمه قناة عربية أم أن العرب لا يقبلون بهذا العبث.. ولماذا يقبل أهل الفن والكرة الظهور في هذا البرنامج رغم علمهم المسبق بما قد يقع من مشاهد مروعة قد يلحقهم بسببها إيذاء أو مخاطر تترك في كل الأحوال آثارها النفسية المدمرة على الصغار وذوي القلوب الضعيفة من المشاهدين؟!
ماذا يستفيد ضيوف البرنامج.. فإذا كانت الرغبة في الشهرة هي دافعهم لذلك فهل هم في حاجة لمزيد من الشهرة أم أنهم يتقاضون أموالًا من الشركات الراعية للبرنامج.. والأهم ما الرسالة التي أراد رامز ومن يمولون برنامجه توصيلها لمجتمعاتنا؟!
تقليد للغرب
ما القيم التي يحاولون ترويجها للأجيال الجديدة.. أهي الرغبة في حصد ملايين المشاهدات وإزجاء فراغ المشاهد على طريقة "الجمهور عاوز كده" وهو منطق مرفوض فليس كل ما يرده المشاهد نافعًا ويصلح للعرض.. وهل نجد برامج بمثل هذه التفاهة والسطحية وإثارة الرعب في أي دولة أخرى متقدمة تحترم مواثيق الشرف الإعلامي وقيم المهنة؟!
برامج المقالب كانت حاضرة دائما في مصر خلال شهر رمضان وهي برامج كانت تثير أجواء من الإثارة اليسيرة والترفيه في بدايتها.. لكنها تحولت شيئًا فشيئًا حتى باتت تثير من الغضب المتصاعد والملل أكثر مما تثير من الجذب والإمتاع، ما دفع البعض لنقدها واتهامها بالسخافة والابتذال ونشر العنف والتنمر في المجتمع الذي خرجت تعليقاته الناقدة والناقمة إلى فضاء التواصل الاجتماعي.
برامج المقالب رغم سوءاتها تجذب صناع الإعلام لإنتاجها بحثًا عن الكسب السهل السريع عبر جذب ملايين المتابعين ومن ورائهم ملايين الإعلانات والأرباح الضخمة التي تتفوق في كثير من الأحيان على الدراما بأنواعها المختلفة.
لم تتوقف المطالبات بوقف هذا النوع من البرامج لما تحتويه من مشاهد عنف وتنمر وأحيانا عنصرية، فضلا عن استخفاف ممجوج بعقول المشاهدين بالاتفاق بين الممثلين على أداء المقالب.. لكن شيئًا لم يتغير ولا استجابت تلك البرامج لنداءات البعض بالتوقف منعًا للأضرار التي خرجت من رحمها تحذيرات، من تأثير بعض تلك البرامج على نشر العنف خاصة بين الأطفال.
برامج المقالب للأسف تبدو تقليدًا مشوها للغرب يغلفها العنف والصخب وانفلات الصيحات والانفعالات حتى باتت تهديدًا للصحة النفسية خصوصًا للأطفال الذين يميلون إلى تعلم سلوكياته بالتقليد، وميل بعض مقدمي هذه البرامج لممارسات تعد أعراضا لاضطرابات نفسية، مثل التباهي بممارسة النفوذ أو النرجسية، ناهيك عما تثيره من أعراض القلق والتوتر ونوبات خوف وهلع واضطراب ما بعد الصدمة.. وفي كل الأحوال رسالة سلبية شديدة الخطورة..
أين ضمير صناع برامج المقالب والهوس بالعنف؟ ومتى يشعرون أنهم يسهمون في تدمير منظم للصحة النفسية لمجتمعاتهم؟! نرجو أن يراجعوا أنفسهم وألا تغرهم المكاسب وغواية المال والشهرة وتنسيهم العاقبة الوخيمة لما يفعلون وخصوصًا في هذا الشهر الفضيل!