حليم.. ذكرى بطعم الخلود!
في زمن شاكوش وحمو بيكا وأغاني المهرجانات والإسفاف يحق لنا أن ننعى العندليب الأسمر ابن قرية الحلوات بالشرقية الذي غيّبه الموت قبل 46 سنة بعد مسيرة فنية حافلة بالنجاح والتألق غناءً وتمثيلا في زمن العمالقة: أم كلثوم والأطرش وعبدالوهاب.. وتلك سمة العبقرية أن تنافس الكبار وتنجح في زمن يزخر بجيل متمكن ومتميز من النجوم والمشاهير.
المشوار الفني لحليم كان قصيرًا زمنيًا؛ ذلك أن مسيرته لم تتجاوز ربع القرن.. لكنه رغم ذلك كان عميق التأثير، متنوع المواهب ذاعت شهرته وطوقت الآفاق ليؤسس ما يمكن تسميته جسر التنهدات الذهبي، وتأكدت نجوميته حينما أرَّخ لثورة يوليو ومشروعها وأحلامها غناءً اهتزت له القلوب وطربت به الآذان وملك على الجيل وجدانه وروحه فكان رحيله صدمة لعشاقه وفاجعة أدمت القلوب وأطفأت بهجة الحياة لمحبيه..
فارق حليم دنيانا في مارس 1977 عن عمر يناهز ال 47 عامًا لكنه لا يزال متربعًا على عرش الفن والقلوب بقاموس غنائي رومانسي وسينما رومانسية تنهض على فكرة البطل النقي الذي يتعذب لتتماهى معه أجيال وأجيال عشقت أغانيه واستقبلت بها عذب الحب والذكريات.
براعة حليم
حليم صعد سلم المجد درجة درجة منذ تخرج في قسم التلحين عام 1948 ثم عمل أربع سنوات مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا القاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأوبوا، حتى التقى صديق عمره مجدى العمروسى في 1951 ليكتشفه الإذاعى حافظ عبدالوهاب الذي أخذ اسم شهرته منه وتمت إجازته في الإذاعة في 1952.
برع حليم في الأغاني العاطفية التي أخذت بمجامع الشباب وأسرت قلوبهم منذ غناها العندليب وحتى اليوم، كما أبدع في الأغاني الدينية والوطنية.. وكانت «إحنا الشعب» أول أغنية يغنيها حليم للرئيس عبدالناصر في 1956 ثم توالت أغانيه الوطنية كما تتابعت أفلامه؛ حيث كان أولها «لحن الوفاء» 1955 وقام ببطولة مسلسل إذاعى واحد وهو«أرجوك لا تفهمنى بسرعة» في 1973.
أما عن زواجه وخصوصًا من الفنانات فقد كثرت حوله الشائعات لدرجة أن حليم نفسه قال في تصريح صحفي مثير إنه تزوج أربع مرات مع إيقاف التنفيذ! تعليقًا على شائعات حبه وزواجه من فنانات وكان لديه مبدأ أن الصمت أفضل وسيلة لقتل تلك الشائعات وإنه فلاح لن يرتبط بفنانة إذا أراد الزواج لأنه يريد ألا تنشغل عنه زوجته.. رحم الله حليم في ذكراه.