ضمير الخوف
الخوف شعور قد يرهب من مواجهته الكثيرين، وفي كثير من الأحيان، قد لا يدرك الشخص الفلسفة الحقيقية للهروب أو السبب الحقيقي له أو حتى الدافع الخفي الذي يدفعه للهروب.. ربما كانت وسيلة نفسية للدفاع، هدفها الحفاظ على التوازن الفسيولوجي والثبات النفسي والاتزان العقلي والجسماني، أو قد تكون بالأحرى فطرة دفاعية للمواجهة ودعم استقرار الحياة واستمرارها، أو قد تكون محاولة بائسة للنسيان في كثير من الأحيان!
ولكن دعنا نفكر قليلا في تلك الفلسفة ولنسأل إذا كان لهذا الشعور مساوئ أم ايجابيات، ولماذا جعله الله فطرة بداخلنا؟ أليس لكل شيء حكمة وهدف؟
معادلة الحياة
بالطبع لم يخلق الله شيئا عبثا أبدا ولكن نحن من لا نحاول التفكير جديا فيما وراء الأشياء لنهدأ..
عزيزي، الخوف ركن من أركان الحياة، جرس انتباه، إشارة إيقاظ، الخوف هو الدافع والمحرك الأساسي لكل تصرف نقوم به، فحياتك في الأساس مبنية على أشياء وتصرفات وأفعال تهدف إلى تحقيق سعادتك النفسية أو الهروب من آلامك، وعندما نبحث عن الركن والدافع الأساسي سنجده الخوف، الخوف وفقط!
الخوف يجعلك تنتبه، يجعلك تحترس، يجعلك تأخذ خطوات استباقية، إجراءات احترازية، يجعلك تخطط، يضعك في الضغط النفسي المطلوب للإبداع ولحل الأزمات في أقصر الأوقات، ولا تنسى أن الخوف والخشوع ركن ديني متأصل في تقوى الله، والخوف من عقابه وهو الدافع إلى الإصلاح وإعمار الأرض ونشر الخيرات والبعد عن المنكرات..
ولكن تذكر أن كل ما في حياتنا يجب وزنه بميزان الذهب، فالحياة معادلة بين العواطف الإيجابية والسلبية ولابد من الاتزان تحقيقا لنجاح وثبات ذاك الميزان.. فلا تجعل الأمر يتفاقم لحد الفوبيا والشلل ولا تعش متبلد المشاعر بلا خطوات إيجابية، فالتوازن طريق النور ومفتاح السرور.
وتذكر أنه من الجميل أن تحيا آمنا في منطقة الراحة الخاصة بك، ولكن إن عشت فيها دوما دون إدراك أو قلق لن تتقدم ولن تدرك حتى إنك لا تتقدم..
وفي النهاية، حاول أن توقظ ضمير الخوف بداخلك، فمقاليد الأمور بين يديك فاحكمها بعد أن تعقلها ثم توكل بقلب خاشع مطمئن وعقل راجح مستقر..
Yasminashaheen16@gmail.com