الرئيس الصيني يحذر من استخدام الغذاء والطاقة سلاحا
حث الرئيس الصيني شي جين بينج على الوحدة بين دول مجموعة العشرين "G20"، فيما حذّر من تحويل الغذاء والطاقة إلى "سلاح".
وقال الرئيس الصيني، أمام اليوم الأول لقمة العشرين التي سوف تستمر لمدة يومين في إندونيسيا، لقادة العالم ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يتعين على جميع الدول أن تحل الوحدة محل الانقسام، والتعاون محل المواجهة، والاشتمال محل الاستبعاد".
وذكر شي عددا من التطورات العالمية التي قال إنها مازالت تمثل "تحديات هائلة لتطورنا" بما في ذلك جائحة كورونا المستمرة، وزيادة هشاشة الاقتصاد العالمي، والتوترات الجيو سياسية، بالإضافة إلى أزمتي الغذاء والطاقة.
وطالب الرئيس الصيني دول قمة العشرين بالحد من تداعيات رفع أسعار الفائدة.
يشار هنا إلى أن الاقتصاديات الـ20 الرائدة في العالم مسؤولة عن 80% من انبعاثات أكسيد الكربون عالميا.
وسجل الاقتصاد الصيني نموا بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث.
وأظهرت بيانات رسمية، أن الناتج المحلي الإجمالي، في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد نما على أساس سنوي بنسبة 3.9 % في الربع الثالث (من يوليو إلى سبتمبر). متجاوزًا توقعات 3.4 %.
أضاف الرئيس الصيني في كلمته: "لا يجب أن يشارك طرف في ممارسات التسول من الجار، أو بناء حديقة صغيرة بأسوار عالية، أو إنشاء نوادي مغلقة وخاصة" في تصريح قد يبدو أنه موجه لأمريكا، التي تتهمها بكين دائما بتشكيل تحالفات.
وقال إنه يتعين على جميع الدول في مواجهة التحديات، تبني رؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتأييد السلام والتنمية والتعاون المربح للجميع.
ودعا الرئيس شي جميع أعضاء مجموعة العشرين إلى أن يكونوا مثالا يحتذى به في تعزيز تنمية جميع الدول، وتحسين رفاهية البشرية بأسرها، ودفع تقدم العالم بأسره.
مقترحات للتنمية
وقدم الرئيس الصيني في كلمته مقترحا من ثلاث نقاط، قائلا إنه يتعين علينا جعل التنمية العالمية أكثر شمولا ومنفعة للجميع وأكثر مرونة.
وقال الرئيس شي إن شعار قمة بالي "نتعافى معًا.. نتعافى أقوى"، يبعث برسالة إيجابية بشأن التزام مجموعة العشرين بدعم نمو الدول النامية، ومنع التعافي العالمي المتباين وغير المتوازن.
وتابع: "نحن بحاجة إلى بناء شراكة عالمية للتعافي الاقتصادي، ومنح أولوية للتنمية، ووضع الشعب في المقام الأول، وأخذ في عين الاعتبار صعوبات الدول النامية دائما، ومراعاة هموم الدول النامية. تدعم الصين انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين".
ودعا الرئيس شي جميع الأطراف إلى مواصلة تعميق التعاون الدولي لمكافحة جائحة كوفيد-19، من أجل بناء بيئة سليمة للانتعاش الاقتصادي.
ومضى الرئيس الصيني قائلا إنه "يتعين علينا كبح التضخم العالمي، ونزع فتيل المخاطر الاقتصادية والمالية النظامية. كما ينبغي على الاقتصادات المتقدمة بوجه الخصوص، أن تخفف التداعيات السلبية عبر تعديل سياستها النقدية، والمحافظة على ديونها عند مستويات مستدامة".
وأشار الرئيس شي إلى أن الصين تنفذ مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين على نحو شامل، وأنها علقت أكبر قدر من مدفوعات خدمة الدين بين جميع أعضاء مجموعة العشرين.
وقال، إنه يتعين علينا أن نعارض بحزم محاولة تسييس قضايا الغذاء والطاقة أو استخدامها كأدوات وأسلحة، مضيفا أن يتعين رفع العقوبات الأحادية، بالإضافة إلى إزالة القيود المفروضة على التعاون العلمي والتكنولوجي ذي الصلة.
حماية المناخ
وتسعى دول مجموعة العشرين لتحسين جهود حماية المناخ وتمويلها، وذلك وفقا لمسودة بيان ختامي مشترك في اليوم الأول من قمة العشرين المنعقدة في بالي هذا العام.
ورحبت الدول الأعضاء في البيان بالإجراء العام الممتد والجديد المتعلق بالمناخ، كما دعت جميع الأطراف " للتعزيز العاجل" لعملية خفض الانبعاثات، والتكيف مع تداعيات التغير المناخي بالاضافة إلى " سبل التطبيق".
كما حثت مجموعة جي 20 على إحراز" تقدم" في المفاوضات بشأن تقديم تعويضات مقابل الأضرار الناجمة عن التغير المناخي في المناطق الفقيرة، التي تعد قضية محل خلاف تتصدر أجندة مؤتمر كوب 27 المنعقد حاليا في شرم الشيخ.
وجاء في البيان أن الهدف من خفض الاحتباس الحراري إلى 5ر1 درجة مئوية سنويا، المتفق عليه في اتفاقية باريس المناخية" سوف يتطلب إجراءات فعالة والتزام من جانب جميع الدول، مع مراعاة جميع التوجهات".