صرخة تحذيرية باجتماع G20: الاقتصاد العالمي يقترب من الركود.. وتفاقم انعدام الأمن الغذائي
بدأ زعماء العالم – مجموعة العشرين G20 اليوم الثلاثاء، اجتماعاتهم في بالي بإندونيسيا، وتستمر حتى غدٍ الأربعاء، وذلك في لحظة من الاضطرابات الجيوسياسية الشديدة، حيث ينحدر الاقتصاد العالمي نحو الركود، متأثرًا بالتضخم المرتفع والندرة المتزايدة للغذاء والتهديدات جنبًا إلى جنب بصدمة النفط والأزمة المالية.
ارتفاع أسعار الفائدة
واجتماع G20 يأتي في لحظة محورية للاقتصاد العالمي، حيث يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم إلى تباطؤ النمو وزيادة مخاوف الركود ويؤدي ارتفاع الدولار الأمريكي إلى تفاقم أعباء ديون الاقتصادات النامية، مما يزيد من فرص تخلف الحكومات عن السداد في اختراق النظام المالي العالمي كالنار في الهشيم.
توقعات نمو الاقتصاد العالمي
ويتوقع صندوق النقد الدولي، الذي خفض توقعاته للنمو الشهر الماضي، أن يظل الإنتاج العالمي بطيئا هذا العام وفي عام 2023.
وقالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي IMF إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.2 في المائة هذا العام وأن يتباطأ إلى 2.7 في المائة في عام 2023 ويبدو أن نمو الصين قد توقف حيث تشير البيانات الاقتصادية إلى أن دولًا مثل بريطانيا تدخل بالفعل في حالة ركود.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
وأكد البنك الدولي أن انعدام الأمن الغذائي لا يزال يمثل مشكلة كبيرة على الرغم من الدلائل على أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد تراجع في الأشهر الأخيرة ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 200 مليون شخص من "انعدام الأمن الغذائي الشديد" في عام 2022.
وتابع: "يستمر تضخم أسعار الغذاء المحلية في الارتفاع في جميع البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تقريبًا والبلدان ذات الدخل المرتفع".. "على الرغم من الانخفاضات في أسعار المواد الغذائية العالمية منذ ذروتها في أبريل، إلا أن هناك مخاطر متعددة تهدد الاتجاه الهبوطي في الأسعار."
كبح جماح التضخم
وترفع البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم أسعار الفائدة بسرعة، من أجل ترويض التضخم الجامح الذي تغذيه جزئيًا نقص الإمدادات الذي سببته الحرب الروسية الأوكرانية وتساعد هذه الزيادات في الأسعار على تقوية الدولار مقابل العملات الأجنبية، كما أنها تضر ببلدان مثل سريلانكا وتشاد وغانا، التي تقترض بالدولار لجلب الغذاء والوقود والضروريات الأخرى لشعوبها.
ويرغب المسئولين في دفع صندوق النقد الدولي لتسريع جهود الإعفاء من الديون مع تعرض المزيد من البلدان لضغوط مالية من زيادة أسعار الفائدة.
الحرب الروسية الأوكرانية
وكانت الحرب الروسية الأوكرانية مسؤولة عن الكثير من حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تواجه العالم، حيث دعا زعماء العالم اليوم الثلاثاء إلى إنهاء الحرب وتخفيف حدة الصراع العالمي.
ويدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظرائه في العديد من دول مجموعة العشرين، والتي تشمل دولًا غنية مثل بريطانيا واليابان والأسواق الناشئة مثل الهند والبرازيل، من أجل رد منسق على تلك التهديدات حيث إنهم يأملون في التوسط في اتفاقيات تهدف إلى خفض أسعار النفط العالمية، ومساعدة الأسواق الناشئة على الهروب من الديون المتدهورة وزيادة الإمدادات الغذائية للدول الفقيرة حيث ارتفعت تكلفة الحبوب والأرز والسلع الأساسية الأخرى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.