مدير مركز التكامل المصري السوداني: ننتج 5 سلع تكفي لإطعام العرب.. وتوفر 42 مليار دولار واردات | حوار
4 معوقات تعرقل تحقيق التكامل أهمها غياب الطرق البرية والجوية والبحرية
توجد تسهيلات عديدة لمنح المصريين الأراضي الزراعية
>> من مصلحة القاهرة والخرطوم التعاون لعمل السدود الصغيرة المنحدرة باتجاه النيل
شدد مدير مركز التكامل المصرى السودانى بالقاهرة الدكتور عادل عبد العزيز الفكي على تاريخية العلاقات المصرية السودانية وما يجمع البلدين من قواسم مشتركة ومصير واحد.
وفى حوار مع "فيتو".. تحدث «الفكي» عن سبل التعاون الاقتصادى بين القاهرة والخرطوم وسبيل تنمية هذا التعاون بما يفيد البلدين والمكاسب التى يمكن تحقيقها جراء هذا التعاون، منوهًا إلى آن الوقت الحالى يتطلب أكثر من أى وقت مضى التقارب والتكامل المثمر بين الجانبين.
تكامل اقتصادى مصرى سودانى
-دائمًا ما تنادى بالتكامل الاقتصادى بين مصر والسودان، كيف يتحقق ذلك؟
من خلال التركيز على عناصر القوة لكل جانب من السودانى والمصرى؛ فى السودان هناك عناصر قوة تتمثل فى وجود الأراضى الزراعية الواسعة الصالحة للزراعة التى تقدر بـ200 مليون فدان بجانب توفر المياه والخبرة الزراعية والطاقات الكامنة على مستوى البترول والغاز الطبيعى والعناصر المعدنية الأساسية.
بينما الجانب المصرى يتمثل فيه عناصر القوة البشرية المدربة والكبيرة والقدرة على حشد الموارد المالية وتوفر الطاقة بصورة كبيرة ووجود تقنيات متقدمة ومراكز فى البحث العلمى الزراعى، بجانب تصنيع زراعى متطور.
- وما المكاسب التى يمكن تحقيقها نتيجة هذا التكامل الاقتصادى؟
ضخ احتياجات الدول العربية من السلع الغذائية الرئيسية.
السلع الرئيسية
-وما السلع الغذائية التى يحتاجها الوطن العربى بالتحديد؟
حددتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية فى خمس سلع رئيسية هي: القمح والسكر والألبان واللحوم والزيوت النباتية، وهذه السلع الرئيسية يحتاج إليها العالم العربى وتكلفه 42 مليار دولار.
ولنا أن نعرف أن الدول العربية استوردت منتجات زراعية بـ106.4 مليار دولار خلال 2020 حبوب بـ21.4 مليار دولار بنسبة 35% وسكر بـ1.8 مليار دولار بنسبة 3% وزيوت وشحوم بـ3.6 مليار دولار بنسبة 5.8% كما وصلت واردات اللحوم إلى 8 مليارات دولار بنسبة 12.9% والألبان 7.6 مليار دولار بنسبة 12.4% ووصلت الفجوة العربية فى السلع الغذائية الرئيسية إلى 96.9% من الحبوب، بينما سجلت 83.6 فى السكر، و83.9% الزيوت والشحوم، و96.3% فى اللحوم، بينما وصلت الفجوة فى الألبان إلى .74.9%
معوقات التكامل
-وما المعوقات التى تقف أمام البلدين لتحقيق هذا التكامل؟
أولى هذه المعوقات عدم الاستقرار السياسى فى السودان، ولكن من المتوقع حدوث استقرار كبير خلال الأشهر القادمة، كما توجد معوقات للاستثمار وهى معلومة للجميع، من بينها القوانين غير المواكبة، وعدم وجود تعامل مصرفى متقدم بين القطرين، والحاجة لتحسين طرق المواصلات عن طريق النقل النهرى أو النقل الجوى أو البحرى، وكلها عناصر يجب العمل عليها كى يتم هذا التكامل الاقتصادى.
الاستثمارات الداخلية العربية
- هل ترى معوقات خارجية تعمل على منع حدوث هذا التكامل على أرض الواقع؟
-فى أوقات سابقة كانت الإستراتيجيات الدولية تمنع الاستثمارات الداخلية العربية، أو الاستثمار ما بين مصر والسودان على وجه الخصوص، على اعتبار أن هذه الإستراتيجيات تود أن يكون السوق المصرى مفتوحا أمامها، لكن الآن مع التغيرات المناخية الحادة ومع الحرب الروسية الأوكرانية والاحتياج للأمن الغذائى فى مناطق قريبة، جعلت الإستراتيجيات الدولية تتراجع الآن لصالح الإستراتيجية الوطنية الجامعة ما بين السودان ومصر والدول العربية لتغطية احتياجات العالم العربى.
تسهيلات للمستثمرين المصريين
- هل تقدم الحكومة السودانية تسهيلات للمستثمرين المصريين؟
نعم، هناك عدد من الاتفاقيات بين مصر والسودان أهمها اتفاقية الحريات الأربع، فكل مصرى يمكن أن يستثمر فى السودان وأن يتملك، كما توجد اتفاقيات تجمع ما بين القطرين مثل الكوميسا وهى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وهذه تنظيمات تجمع كل من السودان ومصر وبها مزايا تتيح التعاون بين البلدين.
أراضٍ سودانية
- وما هى إجراءات المستثمر المصرى للحصول على أراضٍ سودانية؟
حسب قانون الاستثمار السودانى يتقدم المستثمر المصرى بخطة عمل أو دراسة جدوى أولية للاستثمار فى منقطة محددة فى السودان وتدرس هذه الخطة وعلى ضوءها يمنح الأرض ويبدا فى الاستثمار.
مياه الأمطار
- السودان يهطل عليها تريليون متر مكعب من الأمطار سنويا.. هل يمكن لمصر كدولة مجاورة وبها ندرة مياه الاستفادة من هذه المياه المٌهدر معظمها؟
مياه الأمطار تتراوح ما بين موسم لآخر لكن فى المتوسط هى كميات كبيرة جدا تتراوح ما بين 800 مليار متر مكعب إلى تريليون متر مكعب من مياه الأمطار، وتسقط فى مختلف أنحاء السودان، وهناك مناطق فى السودان تنحدر منها المياه إلى خارج السودان مثل المناطق الغربية فى منطقة جبل مرة وغيرها.
لكن غالبية المياه تتجه إلى المجارى النهرية المتصلة بنهر النيل ، لهذا قد يكون من مصلحة مصر أن تتعاون مع السودان فى عمل السدود الصغيرة فى مجارى هذه المياه التى تنحدر باتجاه نهر النيل والأفرع المختلفة بحيث يتم توجيه بصورة واضحة وعبر قنوات محددة لتزيد كمية المياه التى تنساب إلى نهر النيل ولكى يمكن أيضًا من خلال هذه السدود الصغيرة استغلال الزراعة لمصلحة الطرفين.
حصة مصر من المياه
- كم ستزيد حصة مصر من المياه إذا ما حدث هذا التعاون فى مياه الأمطار؟
الآن حسب اتفاقية مياه النيل هى محددة، فمصر تحصل على 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب للسودان، وأى زيادة تكون فوق هذه المعدلات التى تًقدر بـ 74 مليار متر مكعب، يمكن أن تفيد إلى الجانبى السودانى والمصرى.
-هل توجد دراسات حددت نسبة هذه الزيادة؟
لا، لم تتم أى دراسات هندسية فى الوقت الحال ولا يوجد لدينا رقم سوى التقديرات حول كمية الهطول السنوى للأمطار بكل أنحاء السودان، ولكن حسب الدراسات الأساسية التى يمكن إنشاؤها للسدود لتجميع المياه يمكن أن تزيد هذه الكميات فى المستقبل.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…