عدو الإخوان الأول!
ليس غريبا أن يستهدف الإخوان الآن الرئيس السيسي بالهجوم المكثف الذي لا يستخدمون فيه فقط سلاح الأكاذيب والمغالطات والشائعات وإنما يلجأون إلى تعمد توجيه النيل من احترام مكانة رئيس الجمهورية.. فهم يعتبرونه العدو الأول لهم منذ أن إنحاز لجماهير المصريين في ٣٠ يونيو واستجاب لدعوتهم له والقوات المسلحة بحمايتهم ودعمهم للتخلص من حكم الإخوان الفاشي.. ولعل هذا هو الأمر الوحيد الذي صدق فيه الإخوان لأنهم لم يقدروا على إخفاء عداوتهم البالغة للرئيس السيسي لذلك جاهروا بها علنا ومارسوا هذه العداوة بشكل صارخ وفج ووقح.. حتى الذين إدعوا منهم أنهم طلقوا السياسة وهجروا السعي للسلطة واكتفوا بالدعوة الدينية لا يخفون عداوتهم للرئيس السيسي من خلال تصرفاتهم ودعايتهم.
والرئيس السيسي منذ أن قرر الإنحياز للشعب في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وهو يعرف هذه الحقيقة، خاصة وأن الإخوان عبروا عن هذه العداوة بجانب الاستهداف الإعلامي في محاولات إغتيال له نجاه الله منها.. لكنه في ذات الوقت إنسان له مشاعر وقدرة على التحمل ولابد وأنه مثل أى إنسان يشعر بالضيق والاستياء من الاستهداف الذي يتعرضه طوال الوقت..
وهذا يعبر عنه أحيانا في جملة هنا ضمن مداخلة تليفزيونية أو تصريح هناك ضمن كلمة في جمع، خاصة وأن البلاد تمر بأزمة اقتصادية صعبة تحتاج تعبئة لمواردها ومقدراتها لتجاوزها بسلام.. إلا أنه في موقعه الحالي الذي يقود فيه البلاد مضطر لأن يتحمل كل هذه العداوة الفجة التي يتعرض لها، لأن القائد يجب أن يكون أمام من يقودهم متماسكا قويا قادرًا على مواجهة التحديات والتصدي للمخاطر وتجاوز الصعاب.. وهذا قدر من يتولون القيادة يغالبون مشاعرهم الخاصة من أجل بلادهم.. والهجمة الإخوانية الجديدة تقتضي تماسكنا جميعا، قيادة وشعبا.