هجمة مرتدة!
ليس المقصود بهذا العنوان المسلسل التليفزيوني الذي يعاد عرضه مجددا ويروي حكايات من الصراع المخابراتي الذى تخوضه البلاد ضد أعداء هذا الوطن، وإنما المقصود تلك الهجمة المضادة التي بدأت تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي ضد دعوات الموجهة منذ فترة للمصريين للنزول إلى الشوارع والميادين في ١١ نوفمبر لتغيير النظام السياسى.. فقد وجدت هذا العنوان يصف بدقة ما تشهده الآن مواقع التواصل الاجتماعى من ردود لمصريين على هذه الدعوة التى إنطلقت الكترونيا وتبناها إعلام الإخوان في الخارج، سواء الذى يبث من تركيا أو من دول أوروبية..
فبعد التجاهل لهذه الدعوة تصور أصحاب الدعوة في الخارج أنها لاقت استجابة في الداخل، بدأ مؤخرا التصدى الكترونيا لهذه الدعوة، وبذات الأسلوب الذي إتبعه أصحابها والمشاركين فيها! ولعل ذلك يفسر لنا لماذا بدأ بعض هؤلاء يتحدثون عن أن فشل دعوتهم أمر محتمل، ويطالبون بعضهم البعض بعدم الوقوع في أسر الإحباط، خاصة وأن كل دعواتهم المماثلة من قبل طوال تسعة أعوام كان الفشل دوما هو مصيرها..
فإن الهجمة المرتدة التي تحدث حاليا انتزعتهم من أحلامهم وأيقظتهم ليدركوا أن المصريين حتي وإن كانوا يضيقون بالغلاء والتضخم إلا أنهم يستريبون فيما يأتى لهم من الخارج من دعوات، خاصة إذا تبناها الإخوان وشاركوا فيها، رغم حرصهم على أن يبدوا أنهم ليسوا وحدهم الذين يدعون المصريين للخروج في ١١نوفمبر!
وهذه الهجمة المرتدة التى بدأت مؤخرا ردا على دعوات ١١/١١ تركز على التحذير من تداعيات الاستجابة لتلك الدعوات حتى لا تتعرض الدولة المصرية لمخاطر إفتقاد الاستقرار السياسى والوقوع في حالة من الفوضي، خاصة وأن الإخوان إذا دخلوا بلدا أفسدوها ولذلك نتحمل حكمهم أكثر من عام واحد فقط.. غير أن ذلك يجب أن يقترن بجهد حكومي أكبر في مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية على أصحاب الدخول المحدودة، وأن يكون هذا الجهد مقنعا لهم.