اشتعال القتال فى إثيوبيا.. وتوقعات بنهاية وشيكة لنظام آبى أحمد
طالبت وزارة الخارجية الأمريكية، الحكومة الإثيوبية، وجبهة تحرير تيجراي، وقف القتال والانتقال إلى المحادثات فورا، وذلك بعد تجدد القتال بين الطرفين.
رئيس الصحة العالمية
وكشف رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبريسوس، أنه غير قادر على إرسال أموال لذويه المتضورين جوعا في إقليم تيجراي بإثيوبيا، الذي تمزقه الحرب.
وقال تيدروس جيبريسوس: "لدي العديد من أقاربي هناك، وأريد أن أرسل لهم مالا، ولا أستطيع. ولا أعرف من منهم لا يزال على قيد الحياة ومن مات".
قصف ميكيلي
واستعر القتال في شمال إثيوبيا، ولقى 4 أشخاص بينهم طفلان مصرعهم وأصيب 9 آخرون بجروح إثر قصف الطيران الإثيوبي اليوم الجمعة ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، فيما توسع القتال في يومه الثالث على التوالي بين مسلحي جبهة تيجراي والقوات الإثيوبية.
وأفاد مسئول بالمستشفى المركزي في ميكيلي بأنه تم استقبال 9 مصابين، و4 قتلى بينهم طفلان.
ودخل القتال الذي تجدد بعد 5 أشهر من الهدوء يومه الثالث على التوالي بين جبهة تيجراي والقوات الحكومية في المثلث الحدودي بين إقليم تيجراي وعفر وأمهرة شمالي البلاد.
قتال فى إقليم عفر
وأفادت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر مطلعة أن القتال امتد إلى إقليم عفر في منطقة يالو، واستُخدمت فيه الأسلحة الثقيلة وأسفر عن مقتل عائلة من 7 أشخاص وعشرات الجرحى.
وقالت المصادر إن جبهة تيجراي توغلت في بعض المناطق بإقليم أمهرة، وفي بعض المناطق الجبلية.
وأعلن تلفزيون تيجراي تعرض منطقة سكنية وسط ميكيلي لغارات جوية خلفت قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم أطفال، وقالت الحكومة الإثيوبية إن طائراتها لا تستهدف سوى مواقع عسكرية للجبهة.
جبهة التيجراي
وتعد الغارات الجوية على ميكيلي هي الأولى منذ إعلان الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد وإعلان الهدنة الإنسانية في مارس الماضي.
وندد غيتشاتو ردا المتحدث باسم جبهة تيجراي بهذه الغارات، وقال إن رئيس الوزراء آبي أحمد يأمر بغارات جوية في وقت يدعو فيه المجتمع الدولي أطراف القتال إلى خفض التصعيد.
وأشار المتحدث باسم جبهة تيجراي إلى هجوم واسع النطاق، موضحا استمرار الحصار على الإقليم، وطالب ردا المجتمع الدولي بالتدخل ورفع الحصار، ووضع نهاية لمعاناة المدنيين، والضغط على النظام في أديس أبابا تمهيدا للوصول إلى مفاوضات صادقة تنهي الحرب، على حد تعبيره.
من جهتها، اتهمت أديس أبابا جبهة تيجراي بشن هجوم على مواقع عسكرية تابعة للحكومة.
الحكومة الإثيوبية
وأشار بيان لمكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي إلى جهود الحكومة الإثيوبية بتشكيل وفد للتفاوض لحل الأزمة سلميا، وقال إن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي نفذته جبهة تيغراي، وحملها مسؤولية تجدد القتال.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى إدانة جبهة تيجراي والضغط عليها لتبني خيار السلام الذي طرحته الحكومة الإثيوبية، كما حذر من أن الحكومة ستتخذ إجراءات باستهداف القوات والمناطق العسكرية لجبهة تيغراي.
وطالب المدنيين في تيجراي بالابتعاد عن المناطق العسكرية ومنشآت التدريب الخاصة بالجبهة.
تدخل الأمم المتحدة
وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد على وزعيم جبهة تيجراي على الوقف الفوري للأعمال العدائية، الأمر الذي أدى إلى انتكاسة لجهود استعادة السلام ومعالجة أزمة إنسانية في تيغراي.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه دعا في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع آبي أحمد وديبريتسيون جبريمايكل رئيس جبهة تحرير شعب تيغراي إلى تهيئة الظروف لاستئناف حوار سياسي فعال.
واندلع القتال في منطقة تيجراي بين الحكومة الاتحادية وجبهة تحرير شعب تيجراي عام 2020، وكانت الجبهة تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا طوال نحو 3 عقود، قبل وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة عام 2018.
وعقب تنظيم انتخابات تيجراي ومشاركة نحو 2.7 مليون ناخب فيها رفضت الحكومة المركزية الاعتراف بها وعدّتها غير قانونية وغير دستورية، وعلى الفور ردت حكومة الإقليم بأنها لا تعترف بالحكومة المركزية لأنها جسم غير دستوري.
وفي سبتمبر 2020 قررت الحكومة المركزية وقف التحويلات المالية منها إلى إقليم تيجراي، ومثّل ذلك أقصى أنواع التصعيد بين الطرفين وعدّه الإقليم إعلانا للحرب عليه.
ويرى مراقبون أن تجدد القتال فى الداخل الإثيوبى مع الجهات المعارضة ربما يكتب هذه المرة نهاية سريعة لنظام رئيس الوزراء آبى أحمد على، فى ظل تململ المجتمع الدولى من سلوكه وفشل ترويضه بسبب اعتماده على الميلشيات الموالية لنظامه فى إحكام قبضته على الحكم.