طلاق الفنانات وبناء الوعى!
تحليل مضمون ما اهتم به إعلامنا ومازال في العام الذى يستعد للرحيل سوف ينتهى إلى أن موضوعات خصام وطلاق الفنانين والفنانات احتل مساحة كبيرة مبالغ فيها من إعلامنا المقروء والمسموع والإلكترونى.. وقد يعلل البعض ذلك بأن هذا هو ما يطلبه القراء والمستمعون والمشاهدون، وأن الإعلام يقدم لهم ما يطلبونه.. لكن هذا التفسير يحتاج لوقفة تأمل وتقصى.. وتعالوا نعود عشر سنوات مضت لنكتشف أن الإعلام لم يكن يمنح تلك الأمور الشخصية ذات اهتمامه الكبير والمبالغ فيه حاليا..
فقد كان الشأن العام للبلاد يستأثر بإهتمام الإعلام وطغى على الاهتمام بالأمور الشخصية.. هنا يمكننا أن نستخلص نتيجة تتمثل في أن الاهتمام من قبل الرأى العام بالشأن العام لم يعد الآن كما كان من قبل عشر سنوات مضت، وهذا أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام وإنما يستحق أن نتوقف أمامه لتغييره.
فنحن نتحدث كثيرا عن أهميةَ خلق وعى عام بين أبناء المجتمع.. وعى سليم يقظ مدرك لخطورة التحديات التى تواجهنا ولما نتطلع لتحقيقه ولضرورة بذل الجهد لإدراكه وتحقيق نهضة شاملة وبناء دولة عصرية.. وهذا لا يتحقق في ظل تراجع الاهتمام بالشأن العام والقضايا الوطنية من قبل الناس.. بل إن هذا التراجع يفسد بناء الوعى السليم في المجتمع.. ولذلك إذا أردنا وعيا سليما يجب أن نشجع مجددا الرأى العام على الاهتمام بالشأن العام كما كان الحال في سنوات مضت، وهو الذى حمانا من حكم الإخوان الفاشى المستبد.
وهنا يأتى دور الإعلام.. فهو يجب أن يبادر بتأدية دوره في هذا الصدد.. وأن يشجع الرأى العام على الاهتمام بالشأن العام لا أن يشغله بشعر مغنية وفستان ممثلة وكلام آخر عن الأحضان والقبلات وطلاق ممثل وممثلة.. فهذا تغييب للوعى وليس بناء له !