معاليه كلامنجى!
الوزير يجب أن يكون يجيد الكلام حتى يتمكن من التواصل مع الناس ويستطيع أن يشرح لهم السياسات التى ينتهجها والقرارات التى يتخذها ليحظى بدعمهم، وهكذا الكلام هو سلاح مهم للوزير وسبيله لتحقيق النجاح في وزارته.. لكن ذلك وحده لا يكفى لآن يضمن الوزير رضا الناس وقبولهم لسياساته وقراراته وبالتالى النجاح في عمله !
فإن الكلام الذى يجيده الوزير يمكن أن يقنع الناس بعض الوقت وليس كل الوقت، لان الواقع سوف يتكلم ويعبر عن نفسه، ويكشف مدى صحة كلام معاليه، وهل تحقق ما يقوله ويردده أم لم يتحقق بعد.. الواقع دوما هو ميدان الإختبار لكل ما يقال من تصريحات وزارية.. ولذلك الوزير الذى يكتفى بالكلام المنمق والمرتب بدون تحويل هذا الكلام إلى واقع ملموس ومعاش لا يقدر على الإستمرار في هذا الكلام الذى يجيده.
إن الناس حتى وإن قبلت الكلام المرتب والمنمق والمعسول للوزير بعض الوقت لا يمكن أن تستمر في الإنصات لكلامه طوال الوقت، بل إنها سوف تغلق آذانها لكلامه هذا فيما بعد عندما لا تجد تطبيقا لهذا الكلام على أرض الواقع، أو عندما تحد واقعا مختلفا تعيشه مختلف تماما عن الكلام المنق والمرتب الذى يقول به معاليه.
لذلك الوزير الناجح ليس هو من يجيد الكلام أو تحديدا من يجيد تسويق كلامه، وإنما هو الذى يجيد تحويل كلامه المرتب الواعد إلى واقع حقيقى يعيشه الناس.. وبالتالى لا يحب أن يراهن بعض الوزراء على إجادتهم للكلام للبقاء في مناصبهم فترات طويلة.. فإذا كانت إجادة الكلام ساعدتهم على أن يظفروا بالمنصب الوزارى، فإنها لن تشفع لهم للإحتفاظ بهذا المنصب إذا لم يكونوا قادرين على الفعل وترجمة الكلام الواعد إلى واقع معاش.