بعد تصريحات الهلالي المثيرة للجدل.. الفرق بين التركة والميراث

أثارت تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول أحكام الميراث حالة من الجدل، كما فتحت الباب حول العديد من التساؤلات والتي منها الفرق بين التركة والميراث.
لماذا يختلط المفهومان؟
الاختلاط بين "التركة" و"الميراث" يعود غالبًا إلى الاستخدام اللغوي العامي، حيث يستعمل الناس اللفظين بمعنى واحد، دون الانتباه للفروق الدقيقة التي قد تؤثر على الحقوق، خاصة في حالة وجود ديون أو وصايا.
أولًا: تعريف التركة في الشريعة الإسلامية
تُعرّف التركة بأنها: ما يتركه الميت من أموال وحقوق مالية بعد وفاته، سواء كانت منقولة أو غير منقولة، وتشمل: العقارات، الأموال السائلة، الديون التي له، الحقوق المالية كالأجور أو التعويضات المستحقة.
ثانيًا: تعريف الميراث
أما الميراث فهو: الحق الشرعي الذي ينتقل إلى الورثة بعد وفاة المورّث، وفقًا لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وبعد تنفيذ الإجراءات الشرعية المتعلقة بالتركة.
الميراث لا يبدأ إلا بعد أن يتم توزيع التركة حسب أنصبة محددة بيّنها القرآن، مثل قوله تعالى: “يوصيكم الله في أولادكم، للذكر مثل حظ الأنثيين” [النساء: 11].
وعليه، يمكن القول: إن التركة هي المال والحقوق المتعلقة به، كالدين على الميت، والميراث هو المال الخالص من التركة الذي لم تتعلق به حقوق قط، ويمكن أن يكون لفظ التركة والميراث مترادفين، ويمكن أن يكون نظامٍ لانتقال الأموال والحقوق القابلة للانتقال من المتوفى إلى من يستحقها من ورثته الأحياء.
الفرق بين الميراث الشرعي والهبة والوصية
بدوره، شدد الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، على ضرورة التفرقة بين الميراث الشرعي والهبة والوصية، فذكر أنه يجوز تقسيم أملاك الشخص أثناء حياته وهو ما يعد الهبة، بينما الميراث يكون لأشخاص معينة حددهم الشرع بعد وفاة المورث.
وأضاف "ممدوح"، خلال بث مباشر على صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في وقت سابق: أن الميراث أمرٌ إجباري لا يمكن منع الأشخاص من الحصول عليه إلا بتنازل منهم، بينما الوصية واجبة بأمر المتوفى.
وطالب مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، الآباء بأن يتحلُّوا بالعدل حال قيامهم بتوزيع تركتهم قبل وفاتهم، فلا يجب أن يحصل أشخاص على سبيل المثال على السيارة والشقة ولا يحصل شخص آخر على أي شيء.
حكم توزيع التركة حال الحياة
من شروط الإرث: وفاة المورِّث، وبالتالي فإن توزيع الأموال والعقارات حال حياة الوالد لا يسمى إرثًا، ولا تسمى تلك الأموال ولا العقارات تركة، وإنما يكون ذلك على سبيل العطية أو الهبة.
وقد اتفق الفقهاء على مطلوبية التسوية بين الأولاد في العطية؛ لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: "أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:
"أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا ؟" قَالَ: لَا. قَالَ: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ". قَالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ". (متفق عليه)
واختلفوا في كيفية التسوية على قولين:
القول الأول: قال أبو يوسف من الحنفية، والمالكية والشافعية: يستحب للأب أن يسوي بين الأولاد ـ الذكور والإناث ـ في العطية، فتعطى الأنثى مثلما يعطى الذكر؛ للحديث المتقدم.
القول الثاني: قال محمد بن الحسن من الحنفية، وابن شعبان من المالكية، واختاره المتأخرون منهم، وبعض الشافعية، وجمهور الحنابلة، وإسحاق بن راهويه، والقاضي شريح، وجماعة من السلف، قالوا: للأب أن يقسم بين أولاده على حسب قسمة الله تعالى في الميراث، فيجعل للذكر مثل حظ الأنثيين؛ لأن الله تعالى قسم بينهم كذلك، وأولى ما اقتُدي به: هو قسمة الله؛ ولأن العطية في الحياة أحد حالي العطية، فجُعل للذكر مثل حظ الأنثيين كحالة الموت، والميراث المترتب عليه، يدل لهذا أن العطية استعجال لما يكون بعد الموت، فينبغي أن تكون على حسبه.
وبناء على ما سبق: فإن ما يفعله بعض الناس اليوم من تقسيمهم الأموال بين أولادهم في حياتهم على حسب قسمة الميراث، منعًا للنزاع، وقطعًا لدابر الخصومات، وإبقاءً على الحب والمودة بين الأبناء، وتقوية لتلك الأواصر، هذا كله تصرف جائز شرعًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا