العقل مناط التكليف وميزان التصرفات وحسن التدبير ومدار التفكير، ومن فقد ضميره فقد آدميته وإنسانيته وضيع بوصلته وأضاع منه سلم النجاة، فالضمير أساس الرشد وصوت الحق ومركب النجاة وحسن العاقبة.
رد السلطات الأمريكية علي مظاهرات الطلاب الرافضين للعدوان الهمجي علي غزة كان كاشفا وبدت أمريكا كفقاعة كلامية، تدين وتشجب وتعطي الدروس في كيفية التعامل مع المظاهرات، ولكن حين اقترب الأمر منها تعاملت بقسوة
لا يستطيع الانسان أن يعيش دون أن يتذوق، أي يشعر بلذة الأشياء والقدرة على التمييز بينها.. أعتقد حتى الحيوانات نفسها تشعر بلذة التذوق.. وإلا لما أقبلت نفسها على مأكولات معينة وعزفت عن أخرى!
الغش سلوك لا أخلاقي ينطوي على سوء نية أو جهل عظيم، وينم عن شخصية غير سوية وغير ناضجة تتصف بالجبن والقلق والعجز والسلبية والتواكل، وهي فوق ذلك كله لا تأبه بالحلال أو الحرام..
سيرى من يخطب فينا كل يوم أن الأمر بيده وأن الجنة بين كفيه وأن النار بإشارة منه.. سيرى أن القابضين على الأمر إنما تصوروا أنهم منزلون من السماء وأنهم منزهون عن الخطأ..
جوهر الإصلاح ينبغي أن يبدأ بإصلاح النفس والوجدان والأخلاق وتربية صحيحة للضمير.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت, ولا خير في علم يخلو صاحبه من مكارم الخلق..
هذا الجهاز الحساس الذى ندعوه الضمير، يقوم بدور الإستشعار للتنبيه قبل وقوع الحدث، فهو جرس الأنذار الذى يدق قبل الوقوع فى الخطأ، فهو كمطرقة التأنيب يبكتنا إذا تعمدنا الخطأ..
قالت دار الإفتاء بوضوح إن الغش حرام شرعاً، سواء في امتحانات الدراسة أو غيرها؛ وهو من كبائر الذنوب لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من غشنا فليس منا ..
الإهمال فساد خطير، وهو اعتداء صريح على حقوق الآخرين وأرواحهم.. وليس هناك فارق كبير بين من أهمل عن عمد ومن أهمل جهلاً وتساهلاً أو سهواً.. فالنتيجة واحدة وهي الخسارة المحققة..
هكذا أراده الله شهراً للتجرد والتقوى والتكافل والتراحم والعودة لصحيح الدين والإقلاع عن قبيح العادات وشر الموبقات ومكروه السلوكيات.. جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعاً..
الضمير تصرف الإنسان مع البشر في محيطه الخارجي ومع كل من حوله حتى الكتابة هي جزء من عقلية الإنسان تتحكم فيما يمليه من أفكار بناءة لا هدامة تدعو للقتل وسفك الدم أو الفتنة..
لا يصح وهي خير أمة أخرجت للناس أن تعج بما نراه في واقعها من خيانة للعهود وضياع للحقوق وازدياد في العقوق وهتك للحرمات وانتشار للفساد وخراب الذمم وانحراف عن منهج الله تعالى..
الخلاص الحقيقي لإنسان اليوم فهو عودة الضمير الحي لاسيما في مجتمعاتنا الإسلامية التي هي أولى بحسن الخلق الذي بعث لأجله سيد الخلق حيث يقول صلى الله عليه وسلم إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ..
الضمير هو صوتك الداخلي الذي يقول لك: افعل أو لا تفعل، هو ذاك الصوت الصامت والمدوي في آن! المنطلق من عمق الذات، وهو الوحيد القادر على ردع صاحبه وضبط إيقاع سلوكه في الحياة..
أليس الجلوس للتفاوض تحت مظلة مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لوقف نزيف البشرية من الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الخطيرة واجباً يفرضه الضمير الإنساني الحي وتقتضيه مصلحة البشرية..