الفساد الأخطر!
آفة مجتمعنا الإهمال.. ولا سبيل للخروج من هذه الدائرة الجهنمية إلا بتربية الضمير على الإتقان ومراقبة الله في السر والعلن ، وتغليظ عقوبة المهمل المتكاسل في عمله، ولن يتأتى ذلك إلا بمزيد من التوعية بخطورة هذه الآفة، سواء عبر برامج الإعلام أو ندوات ومحاضرات وخطب رجال الدين وعلماء النفس والتربية والاجتماع، وفي المدارس والجامعات والنوادي ومراكز الشباب وفي الدراما والسينما وغيرها من وسائل صناعة العقل والفكر والوجدان وتوجيه الرأي.. أو عبر تعديل القوانين والتشريعات كما تفعل دول كالصين مثلًا التي جعلت الإعدام عقوبة للمفسدين .
الإهمال فساد خطير، وهو اعتداء صريح على حقوق الآخرين وأرواحهم.. وليس هناك فارق كبير بين من أهمل عن عمد ومن أهمل جهلًا وتساهلًا أو سهوًا.. فالنتيجة واحدة وهي الخسارة المحققة بدرجات متفاوتة حسب موقع المهمل ووظيفته ومدى أهميتها في حياة الناس.
مطلوب إعادة بناء الضمير اليقظ الذي يرفض من تلقاء نفسه كل سلوك منحرف مهما يكن هينًا، بدءًا من إلقاء القمامة في الشارع مرورًا بالغش، وصولًا لإزهاق الأرواح بأي طريقة كانت.. ولن يتحقق ذلك إلا باستراتيجية علمية وحركة مجتمعية موحدة ومتناغمة وتنهض بها كل الأطراف المعنية بصناعة الوعي والوجدان حكومية أو غير حكومية، وصولًا لمجتمع خالٍ من الإهمال والفساد والعنف والمرض، مجتمع متماسك بفضائله وقيمه وحضارته الموروثة وتعليمه الجيد الذي جعله الرئيس السيسي في صدارة أولوياته، مجتمع الترابط الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؛ حتى يظل مجتمعنا في رباط إلى يوم الدين.
صدقوني أن الإهمال هو أخطر أنواع الفساد.. بل هو الأخطر على الإطلاق ولابد من مواجهته بالتوعية السليمة وتطبيق القانون بكل حسم على المهملين والمتقاعصين وآن الأوان أن نتخلص منهم.