الأخلاق قبل العلم؟!
يجب أن يعلم وزير التربية والتعليم الجديد أن الإصلاح الذي يتحدث عنه لا يعني فقط إصلاح في المناهج والمواد الدراسية وطرق تحصيلها والتعامل مع مقتضيات العصر من علوم ورقمنة بل أن جوهر الإصلاح ينبغي أن يبدأ بإصلاح النفس والوجدان والأخلاق وتربية صحيحة للضمير.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، ولا خير في علم يخلو صاحبه من مكارم الخلق.. ولابد أن يجتمع الضمير اليقظ مع العقل النابه والتفكير العلمي المبدع حتى تتحقق غاية المراد من التعليم وإلا فلا خير في تعليم ولا متعلم وكفى ما نعانيه في زماننا هذا من سوء الأخلاق والتربية غير السليمة.
أتذكر ما قاله ذات مرة العالم الكبير الراحل الدكتور زويل أن التعليم يصنع المعجزات ويستطيع أن يقلب كيان بلد في عدد قليل من السنين.. وهناك نوعان من التعليم، أكاديمي وثقافي، والتعليم الأكاديمي لا يمنحك فقط المعلومات عن التاريخ والحساب ولكن المفترض أن يمنحك القدرة على التفكير، لأن ما ندرسه لن يعبر عن كل المشكلات التي نواجهها، لكن لو تعلمنا الأسلوب الصحيح فسيساعدنا على حل ما يطرأ علينا.
الآن في الإعلام أي شخص يمكنه الظهور وإعلان فتوى في أي مجال، ولكن العلم يقول لك أجمع المعلومات وادرسها قبل أن تصدر فتواك، وهذا هو الأسلوب العلمي الذي يؤدي في النهاية إلى نهضة حياتية.. عندما نتكلم عن العلم أم الأخلاق أقول عن كليهما.. فعندما يسود الأسلوب العلمي تتحدد الأخلاقيات في المجتمع، في الخارج لا أحد يعلو صوته ولا يلقي بالقمامة في الشارع، لماذا؟ لأنه تعلم ذلك في المدرسة.. والسؤال متى نعلم أولادنا الأخلاقيات واحترام القيم واحترام القانون؟