قبل ما يفوت الآوان
بعد أن يرحل عنا أي شخص بالجسد، أرى صفحته على الفيس بوك تتحول إلى لوحة شرف مزينة بالكلمات والعبارات التي تثني عليه وتمدحه، ويريد صاحبها نقل صورة عن المتوفي تعكس أخلاقه الكريمة، وكم كان شخصًا جميلًا لن يستطيع تعوضه، وأن صاحب الكلمات يتمنى لو لم يمت ذلك الشخص من فرط جماله ورقته.
ولكن مع كل "بوست" من تلك البوستات أتساءل بداخلي، هل سمع المتوفي تلك الكلمات أثناء حياته، أم كان يعيش محرومًا من أي كلمة من كلمات الثناء والإطراء عليه وعلى حياته وخلقه؟، هل كان فعلًا يجد الحب حين كان يعيش بيننا، أم فقط اقتصرت تلك المحبة على رثائه لحظة رحيله؟!
أحيانًا لا نخبر من نحبهم أننا نحبهم، وننتظر تنفيذا لوصية "إتقل ع الرز علشان يستوي"، كنوع من “التقل” والكبرياء حتى في التعبير عن المشاعر، في التعبير عن الدعم، في التعبير حتى عن التشجيع والحب، وكأن المحبة في سبات عميق، ولا تستيقظ من نومها هذا إلا مع لحظة الرحيل الصعبة والمرة.
كم مرة تمنيت أن يعود ذلك الشخص للحياة عامة حتى تخبره عما بداخلك من محبة له؟، أو كم مرة تمنيت أن يعود الزمن للحظات قبل الفراق حتى تخبر شخصا غادر حياتك أنك تحبه ولكنك أثرت أن تصمت حتى رحل ظنًا منه إنك لا تحبه أو أنه حمل ثقيل عليك وعلى حياتك؟.
ربما كلمات الحب والمحبة، لا تأخذ أكثر من بضع ثوان حين نقولها، ولكن آثرها يدوم ربما لعمر كامل، فلو ركزت في حياتك الشخصية، ستجد أن هناك كلمات تشجيع كثيرة وجهت لك في حياتك، كانت سببًا رئيسيًا في إستمرارك في أشياء كثيرة مررت بها، فعليك ألا تنتظر، وقبل أن يفوت الآوان.
Twitter.com/PaulaWagih