المثيرون للجدل!
حياة الإنسان محطات وليست البدايات دائمًا كالنهايات؛ فقناعات المرء تتغير من مرحلة عمرية لأخرى، وكما يقول مفكرنا الكبير الدكتور مصطفى محمود: “إنَّ المرء إذا زاد نضجه ووعيه، وكثُر حِلمه وعلمه، انطفأت فيه رغبة الجدال شيئًا فشيئا، وبات أبعد عن الملاسنة والمماتنة (الجدل والخصومة والمعارضة)، وأقرب إلى التجاهل والتغافل، وأيقن أنَّ وقته أغلى من أن يضيعه في جدلٍ بغير طائل، ومزاجَه أولى من أن يكدِّره للانتصار في موقفٍ عابر”.
وأقول إن الإنسان بقدر ما كان حريصًا في عنفوان شبابه على الانتصار لرأيه، وإثبات صحة موقفه، فإنه حين يكبر وتزداد خبراته تهدأ نفسه ويرق قلبه، ليصل إلى قناعة مفادها أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف؛ فالمواقف عابرة تتغير بتغير الزمان والدوافع، لكن القلوب يبقى ودها ما بقي الود ويدوم إخلاصها ما دام الحب دأبها وديدنها!
الوعي لا يعني القدرة على الانتصار في الجدل، بل يعني معرفة متى تصمت، ومتى تتكلم، ولأي غاية تُدار الكلمة، أما الجدل فهو سمة من سمات العقول القلقة أو المتعجلة، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن نقص في الفهم أو رغبة في الانتصار للنفس لا للحقيقة.
أما حين ينضج الوعي ويتسع الإدراك، فإن الإنسان يدرك أن الجدال العقيم لا يقود إلى الحقيقة، بل إلى الخصومة. ولهذا، فإن العقول الراجحة تميل إلى الصمت أو الإيجاز، وتترك الجدل لأهله.
يقول الإمام الشافعي: "ما ناظرت أحدًا إلا تمنيت أن يُظهر الله الحق على لسانه"، هذا الموقف ليس فقط تواضعًا، بل تعبيرًا عن وعي عميق بأن الغاية من النقاش ليست الانتصار بل الوصول للحق.
وسُئل الإمام مالك يومًا عن مسألة، فقال: "لا أدري"، فقيل له: "إنها مسألة خفيفة"، فقال: “ليس في العلم شيء خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: ”إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا" وبهذا يضرب العالم الجليل مثالًا في التواضع وعمق الوعي، مقابل التسرع في الرد أو المجادلة بلا علم، عملًا بمبدأ "من قال لا أعلم فقد أفتى".
أما الحسن البصري، فكان يُعرض عن الجدل إذا وجد أن الطرف الآخر لا يطلب الحق، وكان يقول: "إذا رأيت الله قد فتح لك باب الجدل، فاعلم أنه قد حرمك العمل".. فماذا استفادت مصر من مثيري الجدل؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا